للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك فإننا نقرأ في نفس الرسالة تهديدا بضرورة معاقبته فيما لو أهمل في هذا المشروع (١).

وقد طفت إلى السطح مرة أخرى مشكلة وجود أو تعيين حسين خليفة كمتعهد للطريق أو إحلال شخص آخر مكانه وذلك من خلال ملتمس قدمه إلى الحكومة يطلب فيه " … رفع سليمان إدريس متعهد الطريق بين كرسكو والعتمور .. " ويبدو أن هذا الشخص قد وضع مكانه عقابا له لإهماله في ضبط أمور الطريق. وقد طلب مدير دنقلة مخاطبة مدير الوجه القبلي بشأن رفع سليمان إدريس المنافس لحسن خليفة (٢).

وقد كان هذه المشكلة مثار جدل ونقاش بين عدة أطراف: محمد علي، ومدير عموم الوجه القبلي، ومدير دنقلة وبربر وحسن خليفة. ويبدو أن الأمر كله في هذه القضية قد أحيل إلى مدير عموم الوجه القبلي للنظر فيه.

وقد تناقضت أحكام وآراء مدير عموم الوجه القبلي حول هذه القضية وهل يعود حسن خليفة إلى مباشرة وظيفته أم لا؟ فتارة نقرأ انحيازه لحسن خليفة على أن يتعهد الأخير بإدارة الطريق إدارة حسنة وأخذ شروط عليه وأن يتم ذلك كله بمعرفة مدير دنقلة وبربر. وتارة أخرى نقرأ لنفس المدير أن حسن خليفة "رجل مرتكب (مرتش) وغير قادر على إدارة الطريق ونقل المهمات في أسرع وقت" (٣).

وقد علل مدير عموم الوجه القبلي رفضه لتعيين حسن خليفة بأنه لو أعطى الطريق رأسا فلا يمكن بسط السلطان عليه كما كان من قبل وسيظل معطلا. ويخلص في النهاية إلى إسناد مهمة حراسة الطريق إلى مدير دنقلة وبربر. وعزز مطلبه هذا بقوله: "إن حسن خليفة وأتباعه العبابدة موجودون داخل السودان وليس في داخل مديرية عموم الوجه القبلي" (٤).


(١) دفتر رقم ٣٧٨ معية تركي. وثيقة رقم ٥٩٣ بتاريخ ١٥ ذي الحجة سنة ١٢٦٠ هـ. إرادة إلى مدير دنقلة. دار الوثائق القومية.
(٢) نفس الوثيقة.
(٣) محفظة رقم ١٩ بحربرا. وثيقة رقم ٦١ بتاريخ ١٣ محرم سنة ١٢٦١ هـ. من مدير عموم الوجه القبلي إلى كامل بيك المشرف بمعية جناب الحديد. دار الوثانق القومية.
(٤) نفس المحفظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>