للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حجر الزرقاء)، وقتل بركة عقب معركة حامية وقام سليمان بقطع رأسه وإرسالها إلى الحكمدار بالخرطوم (١).

وقد ضيقت الحكومة على العبابدة بعد هذه الحادثة فنزح بعضهم إلى قلب الصحراء وأمرت بالقبض على حسن خليفة العبادي اعتقادا منها أنه سوف يدبر ثورة للانتقام لقتل عمه بركة لكن نظرا لخدماته التي أداها لمحمد علي عفي عنه (٢).

وقد انتقلت حراسة طريق القوافل إلى حسن خليفة الذي كان شخصية بارزة ومعروفا لدى والي مصر محمد علي وكبار حاشيته. فقد كان مرافقا لمحمد علي في عودته من رحلته للسودان (أكتوبر ١٨٣٨ - مارس ١٨٣٩) في الطريق من برب إلى الإسكندرية وكان خبيره في عتمور أبي حمد وكرسكو (٣).

وقد اشترط على حسن خليفة - وهو يتولى أمور الطريق - بعدم أخذ العشر من المسافرين بل صرح له بأخذ ثلاثة ريالات عن كل جمل يمر بالعتمور. ومن الجدير بالذكر أن الحكمدار أحمد باشا أبو ودان لم يكن راضيا عن تعيين حسن خليفة شيخا للعتمور؛ ذلك لأنه كان قد وعد سليمان نمر بتعيينه في هذه الوظيفة مكافأة له على قتله لبركة (٤).

وعلى أية حال فقد سارت أحوال الطريق التجاري في عهد حسن خليفة - في بداية الأمر - سيرا حسنا، لكن نظرا لكثرة استخدام هذا الطريق سواء من جانب التجار أو رجال الحكومة لنقل المهمات من وإلى السودان فقد كان طبيعيا أن تحدث بعض المشاكل والتجاوزات التي أدت إلى تحذيره بل ومعاقبته.

ففي إحدى الرسائل التي بعث بها محمد علي إلى مدير دنقلة في عام ١٨٤٤ نقرأ فيها أن حسن خليفة تعهد بأن يدفع على أقساط شهرية بواقع خمسة أكياس ومائة وخمسة وعشرين قرشا في الشهر تسديدا للأموال التي نهبت في الطريق.


(١) حسن أحمد حسين العبادي: المرجع السابق. ص ١١، ١٢.
(٢) نفس المرجع. ص ١١.
(٣) نفس المرجع. ص ١١.
(٤) نفس المرجع ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>