للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخاه ولسوف تكون نهايته على نفس المنوال. ويبدو أن بركة لم يذعن لهذه التهديدات فبعث محمد علي بأمر قاطع للقبض على بركة وإحلال ابن أخيه حسن خليفة محله كمسئول عن طريق التجارة. لكن بركة انسحب إلى الصحراء واستقر قرب آبار مرات يترقب الأمر، ولم ينتظر بركة طويلا. فقد توفي عباس أغا حاكم بربر الذي قام بتنفيذ قتل خليفة، وكان أخو عباس أغا يجتاز الصحراء لإحضار أسرة المتوفى إلى مصر حيث هجم عليه بركة وقتله هو وجميع الرجال الذين كانوا برفقته عدا النساء حيث خيرهن في أن يرسلن إلى كرسكو أو إلى أبي حمد فاخترن الثانية (١).

وقد سارعت الحكومة بالانتقام فعلم بركة بذلك فولى هاربا حتى انتهى به المطاف إلى جبل يسمى جبل (حلوس) للاعتصام به وهو يقع على بعد مسيرة نحو سبعة أيام في الشمال الشرقي من آبار المرات. وينفي حسن أحمد حسين خليفة العبادي أن يكون غرض بركة هو التوجه إلى الحجاز كما ذكر أحد المؤرخين الإيطاليين الذي قال "أن بركة لما سمع بأن الحكومة تبحث عنه ذهب قاصدا القصير للهروب إلى الحجاز" فلو كان هذا غرضه - كما يذكر - فهناك عدة مراسي بسواحل البحر الأحمر أقرب إليه كثيرا من القصير مثل مراسي محمد قول ونقناب وحلايب (٢).

ولقد قام بمهمة تعقب بركة رجل من العبابدة أيضا يدعى سليمان نمر وهو من أسرة تنافس أسرة الشيخ خليفة في الرياسة. وقد تقدم سليمان إلى حكمدار السودان آنذاك وهو أحمد باشا أبو ودان وأخبره أن في مقدوره القبض على بركة وتقديمه للحكومة، فأرسله إلى صحراء عتباي وأعطاه نحو مائتي جندي من المغاربة ورافقه جماعة من قبيلة العامراب البشاريين وتم القبض على بركة عند جهة تسمى


(١) حسن أحمد حسين العبادي - المرجع السابق، ص ٩ - ١٠.
(٢) نفس المرجع ص ١١.
وانظر أيضا: Hill: op.cit .. p .٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>