مدينة سلا حيث مات مغمورًا عام ٥٥٨ هـ - ١١٦٣ م، وقد دامت دولة بني حماد في المغرب الأوسط (الجزائر) من عام ٤٠٥ هـ إلى ٥٤٧ هـ - ١٠١٤ - ١١٥٢ م.
[لمحة لمعركة سطيف بين قائد الموحدين وبني هلال]
يقول المؤخورن أن عدد رجال عبد المؤمن الكومي كان أكثر من ثلاثين ألفًا، وأن قبائل بني هلال قد حاربت جيش الموحدين بربع هذا العدد، وصمدت بكل ما لديها من قوة لدرجة أن حاربت نساء الهلالية إلى جانب الرجال، وكانت معركة دموية حامية الوطيس استمرت أربعة أيام تركض فيها الخيول وتقعقع فيها السيوف وتتناثر فيها الجثث والأشلاء وتسيل فيها الدماء الغزيرة، وكانت هذه المعركة أول هزيمة قاسية للهلالية في المغرب الأوسط، وكان من نتائجها المباشرة أن استقرت بطون عديدة منهم في المغرب الأقصى بعد أن حمل الموحدون عددًا من زعمائهم إلى تلك البلاد، ورغم هزيمتهم فكان عبد المؤمن يعاملهم بكل كرم ويحوطهم بكل رعاية لما أنه يعرف شرف نسبهم في العرب وشهرتهم في الشجاعة وقوة البأس، وقد جرَّب ذلك منهم رغم قلتهم في معركة سطيف، وقد أقطعهم عبد المؤمن قِطَعًا كبيرة من الأراضي الصالحة للزراعة فصاروا أغنياء لربما حتى الآن ذريتهم في مراكش من أغنى القبائل العربية في المملكة المغربية.
[عبد المؤمن الكومي يستعطف بني هلال]
رغم هزيمة عرب بني هلال في سطيف على أرض الجزائر من عبد المؤمن الكومي زعيم دولة الموحدين بالمغرب، إلا أن عبد المؤمن بادر بإرسال كتب رقيقة إلى زعماء بني هلال الباقين في تونس والجزائر يحثهم فيها على الانضواء تحت لوائه لغزو الأندلس، والقضاء على ملوك الإفرنجة الذين تغلبوا على المسلمين هناك لتستعيد العروبة والإسلام في تلك الديار عزها ومجدها، وقد لبى نداءه جموع حاشدة من بني هلال وبعض بني سُلَيْم فكانوا لجيوش الموحدين خير عون في غزو البلاد الأندلسية، وتم فتح مدن كثيرة بها بعد أن تغلَّب عليها الإفرنج من الإسبان والبرتغال ولم تشمل الفتوح جزر البليار في شرق إسبانيا، وكان عبد المؤمن قد