للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبد المحسن أميرًا على بلدهم الغاط، فلو نظرت إلى أصغرهم قلت هذا بالأدب قد أحاط، وإن نظرت إلى الأكبر رأيت فوق ما يذكره ولم يكن في عصرهم مثلهم، للمطيع الصاحب ولا أشد منهم للعدو المحارب.

ولم يكن يعرف من هؤلاء السداري (١) شيء من حركات أهل الولايات من المكر والقلب، ومع ما منحهم الله من السعادة والسيادة في تلك النواحي الكبار لَمْ يكن أحد منهم يدخر درهمًا ولا دينارا، قد جلبهم الله على فعل المعروف وإغاثة الملهوف، توفي رحمه الله عام ١٢٧٧ هـ وهو من المعمرين.

هـ - الأمير تركي بن أحمد بن محمد السديري: (٢)

وهوأحد أبناء الأمير الصنديد أحمد بن محمد السديري من مشاهير نجد وزعمائها المعدودين، ولد الأمير تركي - رَحِمَهُ اللهُ - في بلدتهم الغاط سنة ١٣١٩ هـ وهي السنة المشهورة التي فتحت بها الرياض واستعاد بها الملك عبد العزيز أول ملك آبائه وأجداده وأخذ يمهد لتوحيد الدولة السعودية الثالثة.

لذا فقد نشأ بظروف غير مستقرة لأنَّ والده رحمه الله كان أحد قواد الملك عبد العزيز الذين صار لهم دور هام في تلك الفتوحات، وقد صقلته هذه الظروف وجعلت منه وإخوته رجالًا غير عاديين.

درس الأمير تركي مثل غيره في ذلك الزمن في الكتاتيب وتعلم القراءة وأصول الدين حتى أخذ نصيبا مما قسم الله له ثم علمه أبوه ركوب الخيل والرماية


(١) قال ابن جمران العجمي عن السداري في تحقيقه لكتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر لابن بسَّام آل السديري من فخذ البدارين وهم أمراء بلدة الغاط بإقليم سدير في نجد، جدهم المؤسس سليمان السديري الذي مدحه حميدان الشويعر في القرن الثاني عشر الهجري، ومن أبرز زعماء هذه العائلة محمد السديري حاكم القصيم ثم الأحساء في عهد الإمام فيصل بن تركي وهو جد الملك البطل عبد العزيز آل سعود لأمه (سارة) ومنهم أيضًا تركي السديري أمير البريمي في القرن الثالث عشر الهجري، ومنهم أيضًا الأمراء الكرماء محمد الأحمد السديري أمير عرعر ثم جيزان، وخالد الأحمد السديري أمير نجران، وعبد العزيز الأحمد السديري أمير سكاكا الجوف، وجميع هؤلاء الأفراد النخباء مشهورون بالكرم والشعر البليغ والحزم والعدل، وهم أخوال بعض أصحاب السمو الملكي الأمراء من المجال الملك عبد العزيز بن عبد الرَّحمن آل سعود.
(٢) انظر أخبار السداري مع الدولة السعودية لعبد الله فلبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>