للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتحمل المشاق حتى هيأ نفسه للمهام حيث رافق الملك عبد العزيز في عدة غزوات وعمره لَمْ يتجاوز العشرون سنة إذ بدأها عام ١٣٣٩ هـ حتى عام ١٣٤٥ هـ وفي عام ١٣٤٦ هـ ولَّاه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه الجوف، وفي عام ١٣٤٧ هـ عندما ظهرت فتنة الإخوان عاد للاشتراك في إخمادها وهي معركة السبلة المعروفة ثم اشترك بعدة حملات على الحدود الشمالية والغربية، ثم عاد إلى عمله أميرًا على منطقة عسير التي لَمْ تكن أجزاؤها مستقرة آنذاك، وأخذ رحمه الله تلك الصعوبات بحكمته وصلابته حتى هدأت الأوضاع تمامًا وعاد الأمن والأمان لتلك المناطق، ثم أضيفت منطقة جيزان لصلاحياته فترة من الزمن لكنه رأى أن تكون جازان إمارة مستقلة وطلب من الملك إعفاءه من إمارتها فأجيب طلبه، وصارت جيزان إمارة مستقلة، وفي أثناء عمله بعسير قام بمجهودات جبارة مع الأمير سعود ابن عبد العزيز والأمير فيصل أثناء حرب اليمن عندما قادا رحمهما الله الحملات أثناء الحرب عام ١٣٥٢ هـ، فكان تركي يقوم إلى جانب عمله أميرًا لعسير بتسيير وتجهيز الجيوش والإشراف التام على التموينات العسكرية حتى انتهت الحرب بالنصر المؤزر واستولى الأمير فيصل على الحديدة وميدي وبيت الفقيه وغيرها حتى خضع إمام اليمن للشروط وانسحبت القوات السعودية من تلك الجهات بعد اتفاقية الطائف المعروفة.

وفي عام ١٣٥٤ هـ انتدبه الملك عبد العزيز إلى جيزان على إثر وفاة أميرها حمد الشويعر - رَحِمَهُ اللهُ - وتردى بعض الأوضاع، وفي ١٣٦١ هـ ترأس الحملة على بعض قبائل الريث وبعضا من قحطان لحصول اعتداءات من بعضهم البعض وسادت الفوضى بينهم وكثر القتل والنهب وامتنعوا عن تأدية الزكاة، وقد نجحت حملة معاليه نجاحا تاما وانقادت تلك العشائر لولي الأمر وتصالحوا فيها بينهم إلى اليوم.

وفي ١٣٧٠ هـ حصل سوء تفاهم بين قحطان أهالي تثليث أبي إلى صدام بينهم حيث نهض لهم السديري وعمل على إصلاح ذات البين بما وهبه الله من حكمة وسعة تفكير ورجع مظفرا والكل يدعو له بالتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>