للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها المؤرخون.

ولم أهمل القرائن الأخرى، كوثائق الاستيلاء، كقولهم: إن مما أفاء الله عليَّ البلاد الواقعة في مكان كذا. فهذا يعطينا دليلًا على أن الشخص استولى على هذه البلاد إثر رحيل جيرانه عنها كما حدث في (وقائع المجلّلة) بين حرب وعنزة.

أولًا، التأريخ الرسمي لقبيلة حرب:

لم أر من ذكر حربًا قبل الشيخ الحسن الهمداني المتوفي في مطلع القرن الرابع الهجري، في كتابه "الإكليل" (١) في جزئه الأول، والذي اعتمدناه كأساس لنسب حرب.

قال الهمداني - وهو يروي عن إبراهيم بن إسماعيل المحابي - وذكر لي محمود: إن بني حرب لما صارت إلى قدس من الحجاز وبها عَنَزة (٢) ومُزَيْنة، وبنو الحارث وبنو مالك من سُلَيْم، ناصبتهم الحرب عَنَزة، والذي أهاج ذلك أن رجلًا حربيًّا وآخر عنزيًّا امتريا في جذاذ نخل، فعدى الحربي على العنزي فضربه ضربة بتك بها يده، فعدت بنو حرب يومئذ وهي ستمائة رجل، فأجلوا من البلد عَنَزة إلى الأعراض من خيبر، وقتلوا منها بشرًا كثيرًا، ثم ناصبتهم مُزَيْنة الحرب وكأنت أهل ثروة زهاء خمسة آلاف، فقتلوا منها مقتلة عظيمة، وأجلوهم إلى الساحل من الجار والصفراء وأرض جُشَم، فهم بها إلى اليوم لا يدخلون الفرع إلا بجوار أو ذمام بني حرب.

وبقيت سُلَيْم، فناصبتهم بنو الحارث وبنو مالك من سُلَيْمٍ، وهم زهاء أربعة آلاف، وهم أهل الحرّتين (والنقيع) (٣) فحاربوهم دهرًا فأجلوهم من الحرّتين


(١) بل هناك روايات ولكن وهنها واضح.
(٢) كانت عَنَزة قد رفدت إلى هذه الديار قبل حرب، آتية من نجد.
(٣) في الأصل البقيع، وهو تحريف واضح.

<<  <  ج: ص:  >  >>