للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا نموذج أيضًا من شعره:

ألا عتبت على قصار متني … وأعجبها ذوو اللمم الطوال

أشاب الرأس أني كل يوم … أرى لي خالة وسط الرجال

يشق علي أن يلقين ضيما (١) … ويقصر عن تخلصهن مالي

وما زال السليك المازني سائرًا في غلوائه (٢) هائما في بيدائه حتى رأى رجلين من قبيلة خثعم يريدان أن يجليا العار عن قومهما حيث سبق للسليك أن اعتدى على كرامة امرأة منهم فشدا عليه وقتلاه غيلة، فقالت أمه ترثيه من مراثيها له وهي مما اختارها أبو تمام في مراثي الحماسة إذ قالت:

طاف يبغي نجره … من هلال فهلك

ليت شعري ضله … أي شيء قتلك

والمنايا رصد … للفتى حيث سلك

سأعزي النفس إذ … لم تجب من سألك

ليت نفسي قدمت … للمنايا بدلك

هلال بن الأسعر المازني العمروي (٣)

بما أخبر عنه الأصفهاني في تاريخه أن هلالًا كان شاعرًا إسلاميا من شعراء الدولة الأموية وأدرك الدولة العباسية ولكن الذي لفت أنظار الناس إليه ليس شعره فحسب بل أمور كثيرة اشتهر بها دون غيره منها أنه كان رجلًا شديد الخلقة أكولا معدودًا في الأكلة المعروفين بكثرة الأكل، وأعظم شعره في الحروب وأنَّه كان ممن عمر طويلًا فلقي أمورًا شديدة يشيب منها الوليد، وإليك أيها القارئ الكريم نموذجًا منها:


(١) الضيم: الظلم والهوان وانظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٦٥.
(٢) الغلواء: البالغة الغلو.
(٣) في الأغاني ج ٣ ص ٥٢ جده خالد بن الأرقم بن قيس بن ناشره بن سيار بن رزان بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وانظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>