للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - الصبر على الجوع (١) فقد كان يسرح مع الإبل ويرد معها بدون زاد وإذا ورد إلى أهله أكل ما وجد عندهم ثم رجع معها لا يتزود بطعام ولا شراب صيفا أو شتاء حتى يرجع معها وهكذا.

٢ - أما الأكل فقد سأله رجل مرة ما أشد أكلة أَكلتها بلغتني عنك؟، فقال: رجعت مرة ومعي بعيري، فنحرته وأكلته إلا ما حملت منه على ظهري ثم أردت امرأتي فعجزت، فقالت ويحك كيف تصل إلى وبيني وبينك بعير فقال السائل كم تكفيك هذه الأكلة؟، فقال: أربعة أيام بلياليها.

٣ - وقص آخر من عشيرته من بني مازن فقال: أتانا هلال فأكل جميع ما في بيتنا فاقترضنا من جيراننا فلما رأى الخبز قد اختلف قال كأنكم أرسلتم إلى الجيران تستعينون بهم أعندكم من سويق أي الدقيق من الحنطة - قلنا عندنا فجيء بجراب به دقيق وإناء فيه سمن فصب السمن على الدقيق فمزجها فأكل ما جئنا به.

٤ - مر على رجل من قومه بني مازن في البصرة وقد حمل من بستانه رطبًا في أوعية فجلس على وعاء منها وقد كدس فيه الرطب وغطى بالحصر المنسوج من القصب فقال له يابن العم هل آكل من رطبك هذا؟ قال: نعم، قال: آكل ما يكفيني؟ قال: نعم، كل ما يكفيك. فجلس على صدر الوعاء وجعل يأكل إلى أن اكتفى ثم قام وانصرف فلما كشف صاحب الرطب الوعاء فإذا هو مملوء بالنواء وقد أكل رطبه ووضع النوى مكانه.

٥ - سألة سائل عن أعجب شيء أكله فقال (٢٠٠) (٢) مائتي رغيف مع وعاء ملح قدره صاع ونصف أي ثمانية أرطال.

٦ - ودعاه رجل من بني مازن إلى وليمة وأحضر عشر قصاع ثريدا من جزور إلى هلال وإلى من حضر من القوم ولما جلس المدعوون قدمت إليهم جفنة فأكلها ثم أخرى ثم ثالثة وهكذا حتى آتي على العشر كلها ثم طلب الماء


(١) انظر: المصدر السابق ص ٢٦٦ - ٢٦٧.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٦٧ - ٢٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>