للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أشهر رجالات كلب بعد الإسلام]

كان من كلب في العهد الإسلامي رجال علم وقواد وفاتحون يصعب حصرهم، وكانوا كغيرهم من القبائل العربية في بداية الفتوحات الإسلامية رافدًا غزيرًا تتغذى منه الجيوش الإسلامية بالجند والقادة، وكانت لهم إمارة صقلية ما يقارب التسعين عامًا وحكامها آل أبي حسن الكلبيين كان:

* أولهم الحسن بن علي بن أبي الحسن الكلبي (١) كان - في بادئ أمره - قائدًا في جيش المنصور الفاطمي (صاحب إفريقية) ورأى منه المنصور نشاطًا وإقدامًا فاستعمله واليًا على جزيرة صقلية سنة ٣٣٦ هـ وفي أيامه وجه ملك الروم قسطنطين أسطولًا عظيمًا للاستيلاء على الجزيرة، فاستعد الحسن لقتاله، وأمده المنصور بأسطول وسبعة آلاف فارس وثلاثة آلاف وخمسمائة راجل فزحف على مسين في إيطاليا وهاجم جيشه ريو وانبثت سراياه في أرض قلورية في جنوب إيطاليا، فانهزمت الروم وامتلك ريو وبنى بها مسجدًا ولم يزل في صقلية إلى أن بلغته وفاة المنصور سنة ٣٤١ هـ، وقيام المعز بعده وأقام قليلًا وعهد بإمارة الجزيرة إلى ابنه أحمد، ورحل إلى المهدية في تونس بإفريقية، ثم عاد إلى صقلية وخرج بأسطول عظيم سنة ٣٤٥ هـ، وتتابعت وقائعه مع الروم إلى أن كانت معركة رمطه وهي قلعة بجزيرة صقلية، فظفر فيها ظفرًا عجيبًا، قال الزركلي: قال لسان الدين ابن الخطيب: التقى حسن بن علي مع مقدمة الروم في شوال عام ٣٥٢ هـ وهو في شرذمة قليلة لولا أن الله رزق المسلمين النصر، فقتلوا في البحر خلقًا عظيمًا جُزّت منهم رءوس عشرة آلاف) واعتل الحسن لفرط فرحه فتوفي بعد نحو شهر من الواقعة في صقلية.

* ومنهم عبد الله بن محمد بن حسن بن علي الكلبي (٢) من الأمراء الكلبيين أصحاب صقلية، ولي الإمارة سنة ٣٧٥ هـ بعد وفاة أخيه جعفر، وكان أديبًا محبًّا للعلم والعلماء وساد الأمن في أيامه واستمر إلى أن توفى.


(١) الأعلام ج - ٢ ص ٢٠١.
(٢) الأعلام ج - ٤ ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>