للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك الخليفة معاوية بن أبي سفيان الذي تزوج بميسون الكلبية (١) وهي بنت بحدل بن أنيف من بني حارثة بن جناب الكلبي وهي أم الخليفة يزيد بن معاوية وهي شاعرة لها أبيات منها:

ولبس عباءة وتقر عيني … أحب إليّ من لبس الشفوف

قال الزركلي: وكانت بدوية ثقلت عليها الغربة عن قومها من كلب لما تزوجت بمعاوية في الشام فسمعها تقول هذه الأبيات فطلقها وأعادها إلى أهلها وكانت حاملًا بيزيد، وفي رواية أخذته معها رضيعًا، فنشأ في البرية فصيحًا، ونقل البغدادي أن معاوية لما طلقها قاله لها: كنتِ فبنتِ، فأجابته: ما سُررنا إذ كنا وما أسفنا إذ بنّا.

قال (٢): كان لمعاوية ولد اسمه عبد الله، فبينما معاوية جالس مع أم عبد الله، مرت بهما أم يزيد وهي ميسون بنت بحدل الكلبية، فهزئت بها أم عبد الله، فقال معاوية: أما والله إن ولدها خير من ولدك، فقالت: لا والله ولكنك تحب ولدها وتحابيه، فقال سأريك ذلك عيانًا، ثم أرسل إلى ابنها فجاء فقال: يا عبد الله إني قاض لك كل حاجة، فاذكر حوائجك كائنة ما كانت، فقال: يا أمير المؤمنين اشتر لي حمارًا! فقال له يا بني أنت حمار وأشتري لك حمارًا، ثم استحضر يزيد فلما حضر قال: يا بني إن أمير المؤمنين قد بسط لك أمله فاذكر حاجتك. إن كانت لك حاجة؟ فاستقبل القبلة ثم رفع رأسه وقال: الحمد لله على جميل رأي أمير المؤمنين فيَّ، ثم قال يا أمير المؤمنين اجعل إليّ العهد، فقال معاوية: نعم ونعام عين، ولّيتك عهدي، فسجد وحمد الله سبحانه.


(١) الأعلام ج ٧ ص ٣٣٩.
(٢) قصص العرب ج ١ ص ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>