الدوسري وأخته استئناف سفرهما معهم، فكانت النتيجة أن سلمت حملته بما عليها.
[حسن بن حمرة]
كان الفارس حسن بن حمرة البزام وهو من الغياثين آل مرة؛ كان معه أحد ربعه، وكان الاثنان عند إبل حسن، فلما أصبحا ذات يوم وكانت الإبل قد سرحت. قال حسن لصاحبه:(أنا سوف ألحق الإبل وأنت شد على ركايبك والحقني)، وكانا قد حملا ركايبهما من (شريح) الضباء، وكان على أثرهما في تلك الساعة قوم غزاة يقتفون آثارهما؛ وما هي إلا ساعة حتى أطبق القوم على خوي حسن بن حمرة وأخذوه وكتفوه وأخذوا سلاحه وركايبه. ولما رأى القوم (الشريح) أكلوا منه وكانوا جياعًا، ثم توجهوا في طلب حسن والإبل.
علم حسن أن في الأمر شيئًا، فقام وأدخل الإبل في شعيب وقيل في (صدع) ثم عقّلها كلها وأزهب بندقيته وأخذ (محجاه) وعندما اقترب القوم منه وكانوا لا يرونه خاطبهم قائلا "المنع يالربع. . المنع" فقال أحدهم "أمنع وأنت في وجهي". فقال له حسن "إن كنت صادقا فاقترب حتى أعرفك، ولا يقرب معك أحد من ربعك"، فاقترب منه حتى قال له حسن:"عندك" وكان في مرمى بندقية حسن، وقال له الرجل "أنت وبندقك في وجهي" فقال له حسن "وإبلي" فتردد الرجل من أن يرد الإبل فهي غنيمة كبيرة فقال: "أنا معي قوم ما هم بطايعيني"؟!! "قال له أمنع أخير لك" فلبى له الرجل طلبه، فقال حسن "وخويي وبندقه وركايبه" فتردد الرجل لأنه لم يبق من الطمع إلا ذلك فقال "الرجال ما هم على كيفي أنا وياك كسبهم ومعهم" وكان الرجل في موقف حرج جدًا وهو الآن هدفًا سهلا قريبًا من حسن، وكان حسن في محجي لا يظهر منه إلا رقبه بندقيته، فما كان منه إلا أن أعطاه المنع، فقال حسن "والشريح؟!! فالتفت الرجل لربعه فقال "لم يبق إلا الشريح"، فردوا الشريح عليهم.
وهكذا أنقذ حسن بن حمرة نفسه وبندقيته وإبله وخويه وسلاحه وركايبه وشريح الضباء كذلك.