منهم في سلك الدرك، وقد حكم على الشيخ جدوع الأعسم أيضًا مثل هذا الحكم، لكنه هرب، ولم يرجع إلى منارله إلا بعد أن عفى عنه، وهو اليوم من المشايخ المعروفين برجاحة العقل، ونفوذ القول، والكرم.
ومن القديرات فرقة تدعى (السيديين) جاء رجالها من مصر من عزبة تدعى (التلاقمة) من أعمال مديرية الزقاريق مركز فاقوس، غادروا منازلهم في زمن حراية "عودة وعامر"، وقد كانوا يومئذ ثلاث عائلات، فنزلت واحدة منها في سحاب بالقرب من الكرك وأخرى نزحت إلى مرج بني عامر في شمال فلسطين وجاورت التركمان، وثالثة هبطت هذه البلاد فطانبت بادئ ذي بدء الترابين ثم جاورت الحناجرة، ثم ذهبت إلى العثمان من القديرات ولم تزل تعيش بين ظهرانيهم.
ووسم القديرات الصليب + والمطارق (مطرق واحد القديرات أبي رقيق ومطرقان لقديرات أبي كف والأعسم)، إلا قديرات الصانع فإنهم لا يستعملون الصليب وإنما يستعملون المطارق: اثنين على الرقبة وواحد على الصدغ في الجهة اليمنى.
الظُلَّام:
حدثني الشيخ محمد قبوعة قائلا:
إن الظُّلَّام كلهم أبناء رجل واحد، وهذا ينتمي إلى (بلي) من عربان الحجاز، ومما رواه لي عن السبب. في تسميتهم بالظُّلَّام هو أن فريقين من بلي اقتتلا، فقتل واحد منهم ابن الآخر، ولما اجتمعا وتفاوضا من أجل الدية حكم على القاتل بأن يدفع لوالد المقتول أربعين بعيرًا دية ولده. فجاء القاتل وسلم أبا المقتول تسعة وثلاثين بعيرًا وامتنع عن إعطائه الأربعين. فأبى والد المقتول إلا أن تكون الدية كاملة. ولما لم يستطع هذا أن يأتي بالجمل الناقص صوب إليه والد المقتول بندقيته وقتله ثم فر، فتألم الحاضرون مما جرى واستخطاوا القاتل فعدوا عمله ظلما ولقَّبوه بظالم.