بالقرب من معان، ثم غادرها ونزل (ملغان) وتملك الماء الذي فيها، ثم غادرها ونزل (الشوبك) وهناك اجتمع مع رجل من المطارقيه (الصناع).
ثم قام الاثنان وذهبا معا إلى "الحسنة" في جزيرة سيناء. ومن هناك ذهبا إلى المكان الذي فيه "عين القديرات" الآن ولم تدع بهذا الاسم إلا بعد نزولهما فيها. ويروي القديرات حكاية عن منشأ هذه العين؛ وهي أنهم كانوا يردون "عين قديس" المشهورة في التوراة، وكان تيس من غنمهم قد ضل عن القطيع، فأخذ ينبش الأرض بحافره فخرج الماء وشرب التيس منه. ولما جاء الراعي بغنمه إلى عين قديس ليسقيها حسب عادته امتنع التيس عن الشرب فاقتفوا أثره ليعلموا السبب في امتناعه، ولما وصل إلى مكان عين القديرات وشرب منه اكتشفوا السر في امتناعه، وأخذوا يشربون من العين الجديدة.
طاب للقديرات المقام في تلك الجهات فاستوطنوها وتناسلوا فكثرت ذريتهم وهناك اجتمعوا بالتياها الذين كانوا آنئذ في التيه وشيخوا عليهم كلهم واحدا من بني عطية.
إنهم اليوم أربع فرق: جفافلة، ومطارقية، وحريزات، وعثمان، والحريزات والعثمان فرعان أصلهما الجفافلة، ومن شيوخهم: الشيخ إبراهيم الصانع شيخ المطارقية، والشيخ حسين أبو كف شيخ الحريزات، والشيخ جدوع الأعسم شيخ العثمان.
والقديرات كثير عددهم "٤٠٠٠ نسمة"، متسعة أراضيهم، ينزلوا في وادي الخيل، وعرعرة، والمشاش، وفي تريبة، والسر، وفي حورة، وأبي تلول، وعوجان، وحول الشريعة. ومن رجالهم الذين اشتهروا بالكرم، والفروسية والوفاء وسعة الصدر سلامة أبو رقيق، وسلمان الأعسم ومحمد الصانع. ويجدر بنا أن نذكر هنا أنه حكم على إبراهيم بن سلامة أبي رقيق بالسجن، بعد الاحتلال لأنه أطلق الرصاص على موظف مالي يدعى "صفير" وأراد أن يقتله؛ لأنه ظلمه في التخمين ولكنه هرب، وهرب معه أولاده وانخرطوا كلهم في سلك الأشقياء، واصطدموا بجند الدولة مرارا عديدة. وقد عفت الحكومة عنهم، واستخدمت اثنين