عن مهنة الرعي كحرفة أساسية، والانخراط في الوظائف الحكومية أسوة ببقية أبناء هذا الوطن الكبير.
[وفاة الملك عبد العزيز واستمرار ولاء قبيلة بني عطية لآل سعود]
كان الملك عبد العزيز (صقر الجزيرة) -رحمه الله، يحب الحياة ويحب أن يتمتع بكل ما يستطيع المتعة به مما أحل الله له ولسواه. ومرض بتصلب الشرايين فلم يترك شيئا من عاداته في أعماله المنظمة مواعيدها.
وانتقل من الرياض إلى الحجاز بالطائرة في ٢٨ ذي الحجة ١٣٧٢ هـ فنزل في الحوية مصيفه المعتاد وتوجه بالسيارة إلى الطائف متجلدًا ليسلَّم عليه الناس ويروه. ولم يتمكن من ترؤس الحج ذلك العام، فناب عنه ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز، وأمضى زهاء ثلاثة أشهر بين الحوية والطائف وقد اشتد عليه المرض إلى أن ابتدأت سكرات الموت، وكان إلى جانبه في حال النزع ولداه سعود وفيصل فكان لا يرفع بصره عن أحدهما حتى يرمق به الآخر، وآخر ما سمع عنه قوله:"لا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" وأسلم الروح إلى بارئها، وكانت وفاته ضحى الإثنين ربيع الأول ١٣٧٣ هـ وصُلى عليه في الحوية ونقل بالطائرة إلى الرياض فدفن في مقبرة أسلافه من آل سعود، ولا أحد يميز قبره عن بقية المدفونين من أبناء شعبه لأن قبره في سوية الأرض حسب الشريعة الممثلة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "خير القبور الدوارس"، رحم الله مؤسس هذا الكيان وموحده وأسكنه فسيح جناته. وعند وفاة الملك عبد العزيز خلفهُ ابنه الملك سعود الذي قام بزيارة لمناطق المملكة بقصد التعرف على أحوال المواطنين فزار تبوك عام ١٣٧٣ هـ واستقبله المواطنون حاضرة وبادية بفرحة غامرة. وقد احتفت قبيلة بني عطية بجلالته حيث جهز الشيخ كريم ما يزيد عن ألف هجان وثلة من الفرسان تحت قيادته لمرافقة جلالته من مكان هبوط الطائرة إلى مقر إقامته في قصر الإمارة وطوقت مضارب القبيلة بيوتها السوداء (١) مدينة تبوك وأقيم سباق للهجن أمام منصة جلالته. واستجاب جلالته