للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمجاورة لها، ثم يعود الرعاة إلى الهجر كموطن ثابت مستقر، كما يتم امتهان الزراعة في الهجر التي تتوفر فيها المياه ولكن بشكل متواضع وحال دون التوسع في ذلك قلهَ الإمكانات وعدم الخبرة في هذا المجال، وهكذا أذعن الشيخ كريم وقبيلته لسلطة الدولة المركزية وتغير دوره من قيادة قبيلته كعقيد في المعارك مع القبائل الأخرى إلى مواقف أخرى في ظل سلطة الدولة وهي الحيلولة دون تجاوز الأمراء والموظفين ورؤساء المراكز المنتشرة حولى مدينة تبوك على أبناء قبيلته، وعندما تكون المواجهة مع الأمراء فكان الشيخ يبرق للملك عبد العزيز عما حصل، كما حدث عند مواجهته مع ابن خرينق في مبنى الإمارة ومنعه محمد عبد الكريم رئيس أحد المراكز التابعة لضباء من سوق عشيرة الشليبي من بني عطية ومنع محمد بن شلوان القحطاني أحد أخوياء إمارة تبوك من مطاردة رعايا بني عطية غرب تبوك وبقي متحملًا لمسئوليته كاملة في الولاء للملك وحماية حقوق أبناء القبيلة.

وأصبح أمير المنطقة هو المسئول الأول فيها عن تسيير الأمور وفض المنازعات وانتهت أصول المحاكمات العشائرية والقَبَلية التي كانت سائدة في القبيلة وحل محلها القضاء الشرعي الذي أصبح واحدًا في الحاضرة والبادية، وفي جميع درجات المحاكم أساسه الشرع الشريف وأوجد القاضي ورئيس الكُتَّاب. كما تولت الشرطة منع الاعتداءات وضبط الأمن وإحضار المطلوبين وتنفيذ الأحكام الشرعية، ولاكتمال مسيرة التقدم افتتحت مدرسة تبوك التحضيرية لتعليم الأبناء.

ومنذ عام ١٣٥٣ هـ تم الاستغناء عن النجابين لحمل المراسلات وسير البريد السيار من تبوك إلى ضباء ثلاثة أيام في الشهر وبالعكس مثل ذلك ومدة السفر أربعة أيام. ولتسهيل الاتصال اليومي المرتب بين أنحاء المملكة المترامية الأطراف التي كان يقتضي تبادل البريد بينها مدة شهر أنشأت شبكة لاسلكية منظمة وقد سهل ذلك للشيخ كريم مخاطبة الملك عبد العزيز دون تحمل عناء السفر كما هو المتبع سابقًا وهكذا أخذت قبيلة بني عطية تتقبل الاستقرار والابتعاد تدريجيًّا عن البداوة والتخلي

<<  <  ج: ص:  >  >>