المواصلات، قليلة المياه غير محدودة المجاهل، وكون البدو لا يستقرون في مكان معروف يمكن ضبطهم فيه أو حصرهم في حدوده لذلك عما إلى أربع وسائل منذ التأسيس وحتى بعد التوحيد.
الأولى: عمد إلى تحضير أوفر عدد ممكن من البدو واستكثر من آبار المياد الارتوازية.
الثانية: بث المطاوعة في القبائل، وأهم ما يقوم به المطوع: الإرشاد إلى الطاعات. وهو كالخطيب في القرية يصلي بأهلها ويُعلم أبنهائها ويفتي كبارها ويعقد لهم الزواج ويقسم مواريثها ويتوسط في حل مشكلاتها.
الثالثة: من مفاخر الملك عبد العزيز البارزة: إنشاء الهجر، فحيثما وجد الماء في قلب الجزيرة، كان على أقرب قبيلة بدوية منه أن تهجر بيوت الشعر، وأن تبني جوار الماء وتقتني الماشية وتزرع وتحصر وتستقر.
الرابعة: أحكم رابطة القبيلة بشيوخها واعتبر أفرادها جميعًا جند له رخص الشيوخ بمنح موسمية ثابتة.
ويمكن القول إن الملك عبد العزيز قضى بعد توحيد المملكة عام ١٣٥١ هـ علي آخر ما عرفته الجزيرة من أساليب الفروسية الأولى المتمثلة في غارات القبائل بعضيا على بعض غازية أو طالبة ثأر، أو باغية حمى أو ناصرة مستنصرة، وذلك بشجاعته ومنعه الغزو وجعله الفروسية جندية الإسلام يحرم ما يسمونه الغزو فلا غزو بعد اليوم.
لذلك انصاع الشيخ كريم بن عطية لهذه التوجيهات وأخذ يتخلص تدريجيًا من الاعتماد على الرعي والأنعام وذلك بزيادة جهوده في استصلاح الأراضي الزراعية التى يملكها في تبوك، وأخذ يحض أبناء القبيلة علي ذلك، فحذا حذوه جزء كبير من أبناء قبيلة بني عطية بالاستقرار في تبوك أو على موارد القبيلة المجاورة، والأخذ في تحويلها إلى هجر رعوية زراعية في آن واحد، بحيث يمارسون أعمال الرعي في الأماكن القريبة