عسير، وكانت قلب بلاد عسير غير أنه لم يذكر أنها قرية، وكانت جرش هي قاعدة المنطقة الواقعة بين بيشة ونجران.
ولعل خمول اسمها آنذاك لأنها ليست على محجة اليمن التي كانت تمر بين نجران وجرش جاعلة أبها إلى يسارها.
وفي عصور متأخرة نبه اسم أسرة من عسير تدعى آل عائض وتنتسب إلى يزيد بن معاوية الأموي، وصادف ذلك -فيما يبدو- ضراب جُرش، واتخذ آل عائض أبها قاعدة لهم فنبه اسمها وتقدم حتى صارت قاعدة إقليم كبير يشمل بلاد غامد وزهران شمالا، والقنفذة، وصبياء في تهامة.
يقول الشريف شرف البركاتي صاحب (الرحلة اليمانية): متصرفية عسير عاصمتها (أبها) وهي كائنة في جبل السراة، شرقي مرفأ الموسم، ويتبع لواء عسير ست قائمقاميات: النماص، ورغدان، ورجال ألمع، ومحايل، والقنفذة، وصبيا. ويحدد البركاتي إقليم عسير كالآتي: من الشمال قبائل زهران، ومن الجنوب صعدة، وفي تهامة من الشمال دوقة. ومن الجنوب أبو عريش، أما من الشرق فالسهل القفر - هذا معنى قوله: إلى بيشة.
ويطالعنا الشريف شرف البركاتي الذي زار أبها سنة ١٣٢٩ هـ ضمن حملة الشريف الحسين بن علي على عسير، فيقول: أبها مدينة عظيمة واقعة في ميدان متسع مربع الشكل، تحيط بها الجبال من جهاتها الأربع كسور لها. ثم يقول: وأبها محتوية على أربع قرق منفصلة عن بعضها، وأكبرها قرية اسمها: مناظر. وهي مقر آل عائض. والقرية الثانية اسمها مقابل. وبها متصرف إقليم عسير، وكان آنذاك: سليمان كمالي باشا. والقرية الثالثة الخشعة، والرابعة (القرى).
[كيف تكتب أبها؟]
جميع رسومها التي مرت بي تكتب بالألف الطويلة، كذا (أبها). غير أن أستاذنا العلامة الباحث اللغوي: عبد القدوس الأنصاري، يرى أن اسمها بالألف اللينة، كذا (أبهى) بمعنى أفعل التفضيل من البهاء، وهي بهية حقا. ثم رأيت