بالإقامة الدائمة في درنة، وقد سمح أيضًا لهم بالسكن في درنة وما حولها وحتى منطقة العقبة (عقبة جوه) غربًا إلى عين بنت شرقًا ومن البحر شمالًا إلى الصحراء جنوبًا، وقد طلب هؤلاء الإخاء (الحلف) والارتباط مع من سبقهم من سكان تلك النواحي سواء كانوا من المرابطين أو عربان سُلَيْم وحلفائهم والذين هم أغلب سكان برقة، وقد انضم آل عزوز من عرب الأندلس إلى مصراتة وكذلك الخرم من الحوِّتة انضمت بالإخاء إلى مصراتة أيضًا، وتتألف قبيلة زليطن من الكاري، وصوان، وأبي سدر، وفايد، والإمام وغيرهم، أما التواجير كما أسلفنا فهم رغم نسبهم إلى مدينة تاجوراء فهم معروفون من أحفاد بني حميد وهو بطن معروف من بني سُلَيْم في غرب ليبيا قرب طرابلس، وسبق أن نوهنا عنه في تلخيص قول العلَّامة ابن خلدون عن ذباب بن مالك من سُلَيْم في نهاية القرن الثامن الهجري.
حلفاء بنو سْلَيْم في ليبيا
١ - بنو فَزَارة
وهو فَزَارة بن ذُبْيَان بن بغيض ين ريث بن غَطَفان (١) بن سعد بن قيس عيلان بن مُضرَ، وكانت مساكنهم في نجد مع قومهم من غَطَفَان. ثم انتقلوا إلى مصر في أواخر القرن الرابع الهجري مع عرب سُلَيْم، وفي مصر تفرَّق منهم عشائر في الصعيد والقليوبية، وقد رحل إلى برقة بشرق ليبيا أكثرهم وحالفوا بني سُليم هنالك، وقسم آخر كما ذكر ابن خلدون قد توغلوا مع (المَعْقِل) الذين هم من مَذْحِج القحطانية في بلاد المغرب الأقصى.
ولم يُذكر لفزارة باقٍ في الوقت الحاضر إلا في مصر وتقدم السرد عنهم في المجلد الثاني، وكذلك برقة بليبيا وقد كانوا تحت إمرة هيب من سُلَيْم وبعضهم في الأردن والعراق. وجاء في صبح الأعشى لأبي العباس أحمد القلقشندي الذي هو من نسل بني بدر زعماء فزارة في الجاهلية وصدر الإسلام وكان منهم (عيينة بن حِصْن)، فقد كان في رهطه من يسكن القليوبية بالبلدة التي نسب لها وهي
(١) ذكر القلقشندي في نهاية الأرب مخطوط ق ١٧٤ - ١ أن هناك فرعًا من غطفان يسمى "نقراوة" وهم مع هيب من سُلَيْم في بلاد برقة من شرق ليبيا، وتلتقي فزارة مع سُلَيْم في قيس عيلان.