للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب وجوههم كالقمر في ليلة البدر، فقال عكاشة بن مِحْصن: ادع لي يا رسول الله أن أكون منهم إن شاء الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - مجيبًا: أنت منهم يا عكاشة إن شاء الله، فقال رجل آخر من الصحابة: ادع لي أنا أيضًا يا رسول الله أن أكون منهم، فرد النبي - صلى الله عليه وسلم - قائلًا: كلا؛ سبقك بها عكاشة! - وبردت الدعوة -.

وقد كان عكاشة من أجمل الرجال وجهًا في عصره، فسبحان الله أن جمَّل صورته في الدنيا وفي الآخرة يوم البعث بعد أن دعا له خير الورى وعلم الهدى - صلى الله عليه وسلم -.

[تاريخ نماء قبيلة السواركة]

نزح أجداد السواركة (١) من الجزيرة العربية كما يؤكد الرواة من قبل سبعة قرون تقريبًا وأقاموا في ضانا في الأردن وكان على رأسهم نصير وناصر وهم أخوين، ومنَّاع ومنيع وهم أخوين أيضًا وأبناء عم للآخرين، ومعهم ابن عم آخر اسمه أبو حجاج، ويقال: إن منيع كان رجلًا فاتكًا قد اعتدى على أحد أفراد عشيرة كبيرة تسكن ضانا وقطع إلية خروف من أغنامه؛ فاستصرخ قومه ضد منيع وأهله وطردهم من ضانا بسبب تلك الحادثة، وسمي منيع بالمقيطعي من حينها؛ لأنه قطع ذنب الخروف وهو يقاتل أحد البدو في ضانا، وسكنوا بعد ذلك في نواحي غزة قرب خان يونس (القرارة)، وأثناء ذلك حدثت مشادة بين نصير ومنيع بسبب طنيبة أو امرأة طنبت أي استجارت أو صارت في حمى نصير وجواره، فقام بعد ذلك منيع المُلقَّب بالمقيطعي ابن عم نصير وكان صعب المراس ومنذ أن كان في ضانا ظهر شروره على الناس، قام منيع هذا بنهب عنزة تلك المرأة طنيبة نصير ابن عمه، فلما علم نصير استاء واغتم للأمر وحزن وطالب برد العنز والجلوس في حق الاعتداء على الطنيب، فرفض وأشهر سيفه في وجه نصير، فقام نصير


(١) لا يعرف بالضبط سبب تسمية هؤلاء الرجال من سلالة عكاشة بن محصن الأسدي باسم سواركة ويقال إن تسميهم جاءت نسبة وادي سوالك في الحجاز كما يقولون، ثم تحوَّرت إلى سواركة؛ لأن منبع أهلهم كان في ذلك الوادي ولما سألهم أهل ضانا من أين أنتم؟ قالوا: من سوالكة.
ولا أدري هل ما زال الوادي باسمه للآن أم تغير، والراجح أن سلالة عكاشة ظلت في نواحي المدينة المنورة فترة طويلة أو لعدة قرون بعد الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>