للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنوف التأليف، فهي تتطلب من كاتبها أن يجمع بين قدرة المؤرخ وموهبة الأديب، ليصبح قادرًا على تحرِّي الحقيقة واستقصاء الشواهد والتزام الحيدة والإنصاف.

ويضيف قوله: (وَلَا شك أن للعرب نصيبًا كبيرًا في الحضارة الإنسانية، والتاريخ العربيُّ زاخر بالأمجاد حافل بالأعلام في كلّ فرع من فروع المعرفة، وفي كل ميدان من ميادين الحياة، وما أحوجنا في هذا الطور من أطوار نهضتنا العربية المتوثبة إلى دراسة هؤلاء الأعلام والترجمة لكل منهم في كتاب يؤلفه كاتب من المتخصصين، يعرض فيه سيرته ويحللها، ويصف عصره ووقائع حياته، ويبرز شخصيته، ويبين آثاره وفضله على المتقدم الإنساني (١).

وهذا الذي يشيد به السخاوي والعقاد من أهمية فنِّ التراجم هو أمر واقع، وأضيف إلى قولهما: أن فن التراجم والسير هو "العرق النابض" بالحيوية في التاريخ؛ ذلك أن إبراز مزايا المترجم تدعو القارئ من حيث يدري ولا يدري إلى الإعجاب، والإعجابُ يدعو إلى محاولة المحاكاة، ومحاولة المحاكاة تدعو إلى المضي فيها دما، والمضيُّ فيها قُدُمًا وبعناية يدعو إلى أن يبرز علماء وأعلام مماثلون أو على منهج من أعجب القاري بسيرته.

وبنو سُلَيْم قد حفل تاريخهم بالأعلام في دين وحرب، وفي أدب وسياسة، وفي إدارة واجتماع، مما سترى نماذج منه في الفصول المتابعة التالية:

عمرو بن عبسة السُّلَمي

هو عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بُهْثَة بن سُلَيْم بن منصور (٢) بن عِكْرَمة بن خَصْفَةَ بن قيس عَيْلان بن مُضَر. ويكفي عمرو بن عبسة، "أبا نجيح".

[قصة دخوله الإسلام]

حدث عمرو بن عبسة عن دخوله في دين الإسلام .. فقال:


(١) محمد عبده، لعباس محمود العقاد.
(٢) في كتاب "الطبقات الكبري" لابن سعد، طبعة بيروت، دار صادر: (منظور) بالظاء المشالة وصوابه كما هو معروف: (منصور) بالصاد المهملة.

<<  <  ج: ص:  >  >>