للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وستتلوه تراجم أخرى للصحابيات السُّلَميات، فالتابعين السُّلَميين، فالتابعيات السُّلَميات، فالعلماء السُّلميين والمفتين والقضاة، فالعالمات السُّلَميات، فالأمراء السُّلميين والقادة والولاة، ومن إليهم من المحتسبين والفرسان والموظفين، فالسراة والتجار ورجال الأعمال السُّلَميين، فالشعراء السُّلَميين والأدباء، فالشاعرات السُّلَميات، ومن بعد ذلك الرواة وشعراء الشعر النبطي السُّلَميون. ونماذج مما قاله الشعراء السُّلَميون المعاصرون في الشعر العامي المعروف بالشعر النبطي.

ولسنا نزعم أننا أحصينا كلّ نوع من الأنواع المذكورة أو كلّ شيء عنها، وإنما هي "نماذج" تدل على غيرها، وهيَّ على كلّ حال ليست إحصائية، وإن كنت قد راجعت الكثير من المصادر القديمة والحديثة في هذا الميدان، مما هو مدون في هوامش صفحات هذه الفصول.

ولا أكتم القارئ أن "قسم التراجم" في هذا الكتاب، قد أخذ الكثير أيضًا من صفحاته؛ وذلك لما لهذا الفن من أهمية دقيقة في إماطة اللثام عن حياة المجتمعات بتقصي حقائق حيوات أفرادها الذين تتكون منهم جماعاتها، وقد أدرك علماؤنا قديمًا أهمية هذا الفن وأولوه عناية خاصة، ودونوا فيه الأسفار الكثيرة، ولم يكتفوا بذلك بل قدموا لنا المزايا الخاصة بهذ الفن التي جعلتهم يولونه قسطًا كبيرًا من عنايتهم .. يقول السخاوي: (إن ذلك أوفى مصنَّفات التواريخ فائدة، وأكثرها عائدة وأجلها أثرًا وأطيبها خيرًا وأحسنها سمرًا وأحلاها ثمرًا؛ لأنَّ فيها ما يبعث على الفضائل واجتناب الرذائل، وفي مصارع الأعيان ومن ساعده الزمان اعتبارٌ لمن اعتبر وتجربة لمن تفكر، إذ اللبيبُ يرى مكارم الأخلاق فيستحسنها، وعوائد الخير فيطلبها، وعواقب الشر فيتجنبها) (١).

ويقول العقاد: (شغف النّاس في هذا القرن بقراءة السير، فهي تحررهم حين يقرءونها من حدود الزمن، وتعيدهم إلى الماضي يستمدون منه العبرة ويتزودون منه بالعظات، فتتصل بذلك حلقات الإنسانية ولا تنقطع).

ثم يقول: (وكتابة السِّير ليست عملًا سهلًا ولا هينًا، ولكنه من أصعب


(١) الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، للسخاوي، ص ٢٣٧، طبع مطبعة العاني ببغداد.

<<  <  ج: ص:  >  >>