وبعد عزيزي القارئ هؤلاء هم العقيلات، ولعلنا من خلال سيرتهم ورحلاتهم نتعرف عليهم أكثر فأكثر، وتلك صفحة من صفحات التاريخ الخالد تسجل لهذه الفئة التي لم تنل حظها من المؤرخين.
[المجلس العرفي]
توارث العقيلات المجالس العرفية عن القبائل العربية القديمة، والتي تجددت مع الزمن عندما عرفت أحلاف القبائل خلال القرن العاشر الهجري، فكانوا يعتقدون في حل قضاياهم على المجلس العرفي، وهي عادة عربية لها حيثيات وأحكام، فإذا ما انتهى المجلس إلى حكم فإنه يستحيل على أحد المتخاصمين أن ينقض هذا الحكم، فإن صدوره يعني إلزام المدعي عليه، وكفيله أو حليفه بتنفيذ هذا الحكم.
ولا تعقد هذه المجالس إلا في وقت الحاجة إليها، فإذا تخاصم أحدهم ضد الآخر، فإنه يتقدم إلى أمير القافلة بشكوى مشفوعة برغبته في اختيار شخص يثق في حكمه وحيدته ليكون هو الحكم في هذه القضية، ويستدعي الأمير المشكو منه، ويعرض عليه رغية خصمه في شخصية (الحكم)، فإذا قبل كون الأمير مجلسًا عرفيًا - هو رئيسه، وبحضور الحكم وشاهدين، يجلس الخصمان وكل يدلي بدعواه، فإذا انتهى النقاش، وتقديم البراهين في المظلمة، يصدر الحكم وبهذا تنتهي المشكلة.
ومن الجائز أن لا تنتهي القضية في جلسة واحدة، وتعتبر الجلسة مفتوحة كل يدلي بدعواه وشهود حتى يعلن الأمير انتهاء الجلسة. وإذا انقضى المجلس بعد صدور الحكم لا يحق للمحكوم عليه أن يتظلم من هذا الحكم، ومن العادة أن لا يكتب بين المتخاصمين مخالصة، وإنما يكتفي بشهادة الشهود والحكم (وحضور أمير القافلة).
ومن العقيلات الذين تصدروا لمثل هذه الأحكام وعرفوا بالحيدة وصواب الحكم في حل هذه القضايا مثل:
محمد الأحمد الرواف - عيسى الرميح - محمد العلي الشويهي - محمد العبد اللَّه البسام - صالح السليمان المطوع - يحيى العبد الرحمن الشريدة -