للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السُّلَمي، قال: قال عباس: لقيته وهو يسير؟ حتى هبط من المشلل في آلة الحرب، والحديد ظاهر علينا، فصففنا لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وإلى جنبه أبو بكر وعمر، فنادى عيينة من خلفه فقال: أنا عيينة! (كأنه يشيد بنفسه). هذه بنو سُلَيْم قد حضرت بما ترى من العدة والعدد والسلاح، وإنهم لأحلاس الخيل (١)، ورجال الحرب، ورعاة الحدق.

فقال العباس بن مرداس: أقصر أيها الرجل! والله إنك لتعلم لنحن أفرس على متون الخيل وأطعن بالقنا، وأضرب بالمشرفية (٢). فقال عيينة: كذبت ولؤمت! لنحن أولى بما ذكرت منك، وقد عرفته لنا العرب قاطبة. فأوما إليهما النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيده حتى سكتا (٣).

وقال عبد الرَّحمن بن أبي بكر عن أبيه: خرجت بنو سُلَيْم على الخيول والقنا والدروع الظاهرة قد طووا ألويتهم وراياتهم، وليس معهم لواء ولا راية معقودة، فقالوا: يا رسول الله أعقد لنا وضع رايتنا حيث رأيت. فقال: يحمل رايتكم اليوم من كان يحملها في الجاهلية!؛ ما فعل فتى كان قدم مع وفدكم علي، حسن الوجه جيد اللسان؟ قالوا: توفي حديثًا (٤).

فرسان بني سُلَيْم مقدمة الجيش:

ولما كان الخيَّالة هم أحسن القوات المسلحة في ذلك العصر، وسلاح الفرسان هو أجود ما تحتاج إليه القوات المتقدمة. ولما كان بنو سُلَيْم (وعددهم ألف مقاتل) كلهم خيالة، جعلهم النَّبِيّ القائد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مقدمة جيشه المتحرك من قديد نحو مكة.


(١) الأحلاس جمع حلس (بكسر الحاء وسكون اللام) هو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب. والمراد هنا لزومهم لظهور الخيل.
(٢) السيوف المشرفية، هي من أجود السيوف كانت تصنع في مشارف الشام وإليها نُسبت.
(٣) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٤.
(٤) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٨١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>