للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هشام عام ١٣٣ هـ وكان يوسف بن عمر الثقفي، والي العراق يقف وراء هذه المحاولة (١).

وذكر الدكتور الفريح عن الشعر النبطي لبنى تميم ودكر شعراء من بني تميم كالتالي ذكرهم (٢):

[(أ) الخوير التميمي]

لقفار شهرة كبيرة في الشعر النبطي، وقد سارت قصيدة الخوير في القهوة مسير المثل، وقيل: إن أحدا لم ينظم مثلها في موضوعها، واستثنى البعض قصيدة محمد العبد الله القاضي التميمي الشاعر المشهور التي تكاد توازيها.

وبلغ من شهرة قصيدة القهوة للخوير أن طبَّق صيتها أرجاء الجزيرة العربية، بادية وحاضرة وتناقلها الرواة في بوادي الشام والعراق ولا تكاد تخلو مجالس الشعر في تلك البوادي في ليالي السمر من ترديد مقاطع منها أو عزف بعض أبياتها على الربابة.

وتحدث الدكتور سعد الصويان عن مظاهر الكرم في منطقة حائل وقال: إن عنصر الكرم من أهم عناصر الحياة الاجتماعية في منطقة الجبلين، وقد كيفوا حياتهم على ذلك، فنجد مثلا أن القهوة دائما جاهزة والنار لا تطفأ أبدا، وقد سمعت أن هناك من الأخيار من لم تنطفئ ناره منذ مائتي سنة، وإذا ما حدث أن توقفنا لنسأل عن الطريق أو عن شخص ما فإن المسئول حتى وإن كان طفلا صغيرا أو امرأة يبادرنا بقوله: "تفضلوا، اقلطوا القهوة زاهية والله ما تسيرون إلا أنتم آخذين فنجال".

وفي بعض القرى والهجر تجد مجالس الرجال "القهاوي" بدون أبواب، وقد ذكر ذلك زيد الخوير التميمي من أهالي قفار في قصيدة له حيث يقول: إن ناره لا تخبو، وبأبه مفتوح (مبرهج) بحيث لا يضطر الزائر إلى طرقه بعقب سيفه، حيث كانوا قديمًا يحملون السيوف:


(١) انظر ابن الأثير: الكامل ج ٤ ص ٢٣٦.
(٢) من كتاب قفار - تأليف الدكتور عبد الرحمن الفريح (وقفار من قرى حائل شمال نجد) وهي من ديار تميم قديمًا حتى الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>