للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر/ محمد بن حمد المجاحيد الملقب بشويرب بعد وقعة الصريف:

بوم لحق الرشيد هو وقيمانه … حولوا لابتي ذربين الأفعالي

الكل منهم شجاع ويكسب الناله … واقفت الخيل فيها الدم شلالي

(البصّيص) وابن (غابان) وأمثاله … (ومحمد) اللي يعوج الروح للتالي

(وهزَّاع) من طاح منا عوّد وشاله … يا من من الموت كنه في الخلا الخالي

حولت والموت بينا كلح أنيابه … لعيون من هو عزيز وعندنا غالي

وقال عبد اللَّه المزين في وقعة الصريف:

"كما انضم إليه قسم كبير من آل مرة وسبيع والسهول، فغزى بهم على قبيلة مطير وقحطان وغنم منهم أموالا كثير، فعزم التوجه إلى الرياض" (١).

حصار الملك عبد العزيز لإمام اليمن (*)

أخرج الملك عبد العزيز للقبائل هيئة الأمر بالمعروف لحثهم على الجهاد بالمال والنفس فاستجابت قبائل نجد، ومنهم قبيلة آل مرة، وقد ذهب من آل نابت فقط أربعون رجلا، وتم محاصرة إمام اليمن في قلعة محصنة على حدود السعودية مع اليمن، وطال عليه الأمد وهو محاصر وقطع عليه خط المؤنات من جهة اليمن ومكثوا خمسة سنين على هذا الحال، وكان الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه اللَّه هو القائد للقوات المسلحة آنذاك، وفي أثناء الحصار قام أربعة رجال من آل مرة بالتسلل لهذه القلعة ليلا وهم: حمد بن هدفه العذبة، ومحسن بن حبيشة وابن الضعيف كلهم من آل نابت والكربي من آل عازب من آل فهيدة، قاموا وتسللوا إلى القلعة ليلا، ودخلوا في غار تحت البرج الذي يتحصن فيه الإمام وكان ذلك البرج له (مزاغيل) ينظر منها الرماة ويصوبون بنادقهم لأهدافها، وانتظروا يتحينون الفرصة لدخول للقلعة، وأخذ العطش منهم مأخذه ولا يستطيعون مغادرة موقعهم، ولن يستطيعون الصبر على الظمأ. فتشاوروا فمنهم من يشير عليهم الخروج مندفعين مجازفين بأنفسهم، ومنهم من يقول لا يمكن ذلك، وبينما هم كذلك فإذا هم يسمعون صوتًا عرفوا منه أنه صوت (السقاي) وكان يمتطي حمارًا


(١) كتاب تاريخ وأمجاد لعبد اللَّه المزين ص ١١٣، (فتح الرياض ٢ من الملك عبد العزيز).
(*) رواها سعيد بن سلمى آل نابت المري.

<<  <  ج: ص:  >  >>