سبق أن أوردنا في الفصول السابقة ما تواتر إلينا من معلومات حول الهجرات المتعددة لبني هاجر، والتي يتضح من خلالها أن بني هاجر نزحو إلى أغلب مناطق الجزيرة العربية واستوطنوا فيها، ومع ذلك فإن نزوح بني هاجر إلى منطقة الأحساء قد تميز بالكثافة الشديدة والاستيطان المستقر، حتى أن وجودهم في هذه المنطقة أصبح منقطع الصلة بنزوحهم إليها؛ فقد عاشوا واستقروا فيها كموطن أصيل لهم، الأمر الذي جعل أبرز مراحلهم التاريخية ومعالم حياتهم وتطورها يرتبط بهذه المنطقة؛ لذا فإذا كنا قد أفردنا فصلا لتاريخهم بشكل عام، فإن هذا الفصل لا يمكنه أن يستوعب تاريخ هذه القبيلة في منطقة الأحساء؛ لأن وجودهم في الأحساء يتميز ويختلف عن وجودهم في المناطق الأخرى من حيث:
١ - أن أمراء بني هاجر آل شافي استقروا في الأحساء وبذلك فقد استقر فيها صلب القبيلة وعمودها الفقري.
٢ - ظهر في منطقة الأحساء أعظم فرسانها وشعرائها.
٣ - كانت بنو هاجر من أكثر القبائل التي دافعت عن الأحساء ضد أي غزو خارجي كما حدث في دفاعها عنه ضد الغزو المصري بقيادة خورشيد باشا بجانب وقوفها ضد الوجود العثماني فيها.
٤ - حافظت القبيلة على ولائها التام لسلطة الدولة السعودية في منطقة الأحساء حتى في الفترات التاريخية التي تعرضت فيها الدولة السعودية لبعض الضعف في القرن الماضي، فقد ظل بنو هاجر على ولائهم لهذه الدولة وكانوا أول من نصر الملك عبد العزيز حين أراد فتح الأحساء وظلوا إلى جواره حين بدت ملامح الغدر تبين من بعض القبائل الأخرى.
٥ - كانت أهم وقعات وأيام بني هاجر في منطقة الأحساء.
كل الأسباب تجعل من الأفضل إفراد فصل خاص لتاريخ بني هاجر في الأحساء، بيد أن الإلمام بتاريخ هذه القبيلة في الأحساء لا بد أن يتضمن جملة من