للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوم أبوهم سنانِّ حين تنسُبهمْ … طابوا، وطاب من الأولاد ما ولدوا

إنس ذا أمنوا، جنٌّ إذا فزعوا … مُرَزَّأونَ، بَهاليلِّ إذا حَشدوا

مُحَسَّدونَ على ما كان من نِعَمٍ … لا ينزعُ اللهُ منهم ما به حُسِدوا

فقال عمر: أحسنَ - والله - وما أعلم أحدًا أحق بهذا الشعر من هذا الحيِّ من بني هاشم، لفضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرابتهم منه (١).

كذا ورد الخبر عن ابن عباس، والمعروف أن الأبيات في مدح هرم بن سنان المُري.

[بنو عبد الله في الإسلام]

لما انتشر الإسلام وفد بنو عبد الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كغيرهم من قبائل العرب، فقال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: من أنتم؟ قالوا: بنو عبد العُزَّى بن غطفان، قال: "أنتم بنو عبد الله" (٢). وقد قبلوا هذا الاسم فأصبحوا معروفين به من ذلك العهد، بينما بعض القبائل ما كانت تقبل أن تغير اسمها، فقد وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوم من بني أسد يعرفون ببني الزنية وهم بنو مالك بن ثعلبة بن دودان، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنتم بنو الرشدة" (٣) فقالوا: لا نكون مثل بني محوِّلة، يعنون بني عبد الله بن غطفان الذين تحوَّل اسمهم.

بعض مشاهير القبيلة: وقد برز منهم في العهد الإسلامي رجال من أشهرهم:

١ - الصحابي الجليل عُقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جُشَم بن عوف بن بُهثة بن عبد الله بن غَطَفَان. حليف بني سالم من الأنصار. قال ابن إسحاق: كان أول من أسلم من الأنصار، ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل بمكة حتى هاجر، فكان يقال له أنصاري مهاجري، وشهد بَدْرًا. هكذا ذكره ابن الكلبي إلا أنه قال: عُقبة بن كلدة بن وهب بن زهرة بن جُشَم، وأنه كان من


(١) "تاريخ الرسل والملوك" القسم الأول - الطبعة الأوروبية.
(٢) "جمهرة النسب" لابن الكلبى مخطوطة - المتحف البريطاني ص ٣٢٦.
(٣) "طبقات ابن سعد" ص ٢٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>