للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم يبون افْكَاكَهَا بالبصائر … وهم لهم بيتٌ على الدرب نبنيه

مبني على فنجال وابْهَارَهْ الهيلْ … لنجو ضحى وإن كان لافين بالليل

واليوم ما نلقاه يا حَيْل أبالحَيْلْ … عَدَمْتْ تكاليفه وعَدْمًا أوانيه

ولابِيَّهْ إلا حال أميرَ القبيلهْ … من حال صابه ما معي فيه حيله

غاوي كما تغدي شباة النحيلهْ … لا منتحي روحيه ولا قادر انتحيه

يا (عون باشا) دونك أربع قبائلْ … لنا يَرمون (١) الشّرَكْ (٢) والحبائلْ

حَطُّ لَنَا عَلى دُرُوبَكْ دلائلْ … نَبِي المُواجَهْ ميرْ ما نقدر انجيه

وقال (العلاوي): لي عليهم قديمه … قرشين فوق المصبحه والمقيمه

إخلاف ساير (٣) لوما هي غنيمه … لوحق ما أنكرته ولا أنكرت راعيه

لِنْ جيت (٤) أطْلِعْ (٥) يَمْ سيدي شكيَّه … دونه مراقص خيل وملاحِميَّهْ

وأحْرَابْ دونَهْ، وقومْ لَظِيَّهْ … تحُولْ من دونه وتَقْصُرْ بباغِيهْ

وإنْ كانْ رُحْنَا للبنادر مَسافير … رحنا على حد الحداد السواطير

في ديرة الدُّولَهْ، وحرب المناعيرْ … واللِّي ذبحنا، له دلائل تَقَديَّهْ

محمد الجبرتي السُّلَمي

يسمونه "الشاعر الكبير"، وهذه أبيات متفرقة من شعره النبطي، ويلاحظ أنه أقرب إلى أوزان الشعر العربي المعروفة قديمًا، وأقرب في تعابيره إلى تعابير اللغة العربية الفصيحة، يقول:

سَلَامْ عَلَيْكُمْ من كبير الجباريت … من الهاجس اللِّي فيه بايع وشاري

وأنا حاكم الشُّعَّار (٦) حكم … كما الصقر يوم أنَّهْ يحكم الْحَبَاري

والبيتان السابقان يدلاننا على مدى اعتزاز محمد الجبرتي السُّلَمي بشاعريته بين قومه، كما يدلاننا على بلاغته في الوصف وإبراز العواطف.


(١) يرمون: يضعون ويكيدون.
(٢) الشرك (بفتح الشين المثلثة والراء المهملة بعدها كاف): المكيدة.
(٣) سائر: نظام القبيلة السائر عليها.
(٤) جيت: أردت.
(٥) أطلع: أرفع.
(٦) الشعار: الشعراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>