للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاذي سلوم العرب يا وافي الشاره … الجار عند العرب يسبق على غيره

وإلا قليل المعرفة قافل داره … ومن يم جاره قطع ساير مشاويره

وإن حصل ابنه قريب يمة جداره … يرفع بصوته على الجاهل بشهيره

من شأن يسمع أبوه ويأخذ انذاره … ويعطي ابنه على الخدين تسطيره

يقول ابنك لعب بالبيت وشجاره … قوم حاسب ابنك على ذنبه وتقصيره

ما قال ذا جاهلا ما يعرف أضراره … وترى الشجر لو تكسر ينزرع غيره

مسرور من ما عمل والنفس جباره … ضعيف عرف غدابه ضعف تفكيره

خبل يمينه ما تفرق عنده يساره … عدم معرفة سببها قل تبصيره

يا مزعل الجار ترى الأيام دواره … الموت ولا تنحت به مظاهيره

ولا يخلف يكون ذكراه وأخباره … أما على الطيب وإلا خايب السيره

وهل الوفاء لو يزل الجار صباره … تصبر على زلته من شان تقديره

وإذا تعذر قصيرك فقبل اعذاره … اخير من ردته تقبل معاذيره

يقوله اللي يصيب ويخطي عباره … وإن ما نفعه الولي ما ينفعه غيره

[الفرق بين الجيران]

من القصص التي تروى عن الشيخ شالح بن هدلان أن فالح بن إبراهيم السبيعي كان جارا للشيخ شالح، ودامت الجيرة لسنوات طويلة، وحدث أن رزق فالح بمولود فأراد أن يختار لابنه اسمًا متميزًا وبعد طول تفكير لم يجد اسمًا في الأسماء التي تحيطه سوي اسم شالح الذي تتوافر فيه الخصال الكريمة والأخلاق الطيبة التي تغريه أن يطلق هذا الاسم على المولود غير أنه خشى أن يخرج ابنه على غير محمود الخصال ولا معهود القيم التي عهدها بالشيخ شالح فيكون بذلك أساء إلى ذكرى الرجل، وعلم بذلك الشيخ شالح بن هدلان وكان بآخر حياته فأثنى عليه لحسن ظنه به وأشار عليه أن يختار أي اسم يهواه وحاول إفهامه بأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر.

وأخيرا سمى مولوده هزاع، ودرج الطفل في مراتع طفولته مستظلا بحب الشيخ شالح وعشيرته وأغدق عليه الرجل من عطفه ومن حنانه حتى أن شالحا قد منح الرجل ثلاث نياق ابتهاجا بطفله الأول. ولكن مع مرور الأيام استأذن الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>