للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ بالرحيل إلى جماعته وكان الطفل قد بلغ آنذاك الخامسة من عمره وكان له ما أراد وبطريق العودة نزل على قوم ما دعوه للقهوة ومكث لديهم يومين وطفله قد رآه تطارده الكلاب ولا يجد الطفل من بينهم من يردها عنه، فأثار ذلك الاستياء بنفسه، فتذكر جيرانه السابقين الذين نعم بجيرتهم وكرمهم، وأخذ يردد الأبيات التالية التي يثني فيها على الشيخ شالح وخصال قومه:

هزاع شف جارك بنا صار بوَّار … جيراننا كنهم علينا زراتي

يا اللَّه عسى الهدلان بالخير عمّار … ابيوتهم للعز متبيناتي

يا اللَّه لا تقطع للأجواد ذكار … قصيرهم لا راح ما به حفاتي

خيّالهم بالضيق يقلِط على الجار … ويفك مضهود جَدَاه التِفَاتي

لا جا الملاقا عند حسكات الأوبار … ترايع لمركاضهم لين يأتي

كسّابة للجود وافين الأشبار … على النضا والا على المكرماتي

لعل مَيَّتْهم بعيد عن النار … وعسى بقية حيهم بالغناتي

هذه القصيدة في النصح والإرشاد للشاعر الكبير هادي بن عبد اللَّه بن القعيمة القحطاني قال فيها:

بدينا بذكر اللي عزيزٍ ورحماني … عزيزٍ يعز الخلق ويجمل احواله

اللَّه خلق مسلم وشيوعي ونصراني … وكل على قد أعماله كال مكياله

وترى من تمسّك في عرى خمس لركاني … يثيبه جليل الملك واللي يبي ناله

عسى اللَّه يزيّن مبتدى أمري وختماني … وعسى من عبد خلاقه النصر يهياله

وأنا اسباب ما هيض غرامي وشقاني … زماني درس وازريت لا رقع اسماله

أحد الليالي والليالي تحداني … وما فات من دورٍ على قلت يسقاله

أطول لمل فيها وهي طولها افناني … ولا من بيفزع لي ومن بشتكيها له

سوى اللي خلق روحي قدره وسواني … وحمل في سفينة نوح لزواج واسواله

وهو لول التالي لحد ما معه ثاني … وهو ناصر اللي يزهمه حين يشكاله

صبرت وصبرت وكل ما في الخفا باني … كشف وانكشف والصيد ناحر لختاله

أنا بانصح اللي له جلالٍ وله شاني … يعرّب تراه يقال نصف الولد خاله

يدوّر لمجني من حجي روس ضلعاني … لو كان يتعب من مذبه ومحواله

<<  <  ج: ص:  >  >>