للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا (عَوْنْ باشا) دُونَكْ أرْبَعْ قبائلْ … لنا يرومون الشَّرَكْ والحبايلْ

والِلِّي ذَبحْنَا لُهْ عَليْنَا دَلَائلْ … والِلِّي يجيِنَا لُهْ دَلَائلْ تَغَديَّهُ

إلى أن يقول - وهو محل الشاهد -:

إنْ جيِتْ أطْلِعْ لِسِيدي شَكيَّهْ … دُونُهْ مَراقِصْ خَيْلْ ومَلاحْميَّهْ

وَأَحْرابْ دُونُهْ وَقوْمْ لَظِيَّهْ … تحُولْ مِنْ دُونُهْ وتَقْطَعْ ببِاغيهْ (١)

ومما أفادتنا به "الوثيقة" وجود من يُلقَّبون بلقب "الشيخ" بين ظهراني بني سُلَيْم ومعهم في ديارهم، وآية ذلك أن تجديدها الثاني والثالث كان على يد اثنين منهما وهما: (بُقَيَّان الشيخ) و (مبارك بن عبد الغني الشيخ)، وقد علَّق على ذلك حسينُ بن هندي السُّلَمي بأن هذا اللقب معروف لديهم أنه لقب (الأنصار) المقيمين مع بني سُلَيْم في بعض ديارهم حتى الآن، وهم معروفون بأنصاريتهم ولهم أملاك ومكانة لديهم، وإذا رجعنا إلى المصادر التاريخية عن "وجود الأنصار" مع بني سُلَيْم في ديارهم هذه فإننا سنجد عرَّام بن الأصبغ السُّلَمي - (من أهل القرن الهجري الثالث) يقول في كتابه: "أسماء جبال تهامة وسكانها" عن خيف سلَّام بقرب مهايع السُّلَمية، (وسلام هذا رجل من أغنياء هذا البلد - أي بلد خيف سلام - من الأنصار) (٢)، وفي المغرب بالصحراء الكبرى عرب من الأنصار يسمون هنالك أيضًا بالشيوخ، تمامًا كما في ديار بني سُلَيْم.

[دراسة للوثيقة في بعض عباراتها]

فأولًا - جاءت في ختام الوثيقة صيغة (القُرمِيَّة)، وفي تجديدها الأول بسنة ٣١٠ هـ والثاني بسنة ١٢٥٨ هـ والثالث بسنة ١٣١٠ هـ والرابع في سنة ٣٧٧ هـ، والمراد بصيغة (القرمية) هنا (الوثيقة القديمة)، والقُرْمِيَّة بضم القاف وسكون الراء بعدها ميم مكسورة فياء مشددة مفتوحة فتاء مربوطة تؤدي - كما يبدو من العبارة - لدى بني سُلَيْم منذ سنة ١٢٥٨ هـ حتى الآن معنى (الأصل والقدم) وهي مأخوذة من صيغة عربية فصيحة هي (الأرومة)، وتستعمل في عامية المدينة المنورة كما تستعمل في عامية بني سُلَيْم، وهناك كتاب كان مخطوطًا في أنساب المدنيين


(١) القصيدة كلها مثبتة في فصل: (شعراء الشعر الملحون النبطي من بني سُلَيْم) في هذا الكتاب.
(٢) أسماء جبال تهامة وسكانها، ص ٣٥ و ٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>