للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصر، ثم لابن غانية في الأندلس، وقد قَتل قراقوش ثمانين من عَلَّاق وبعض شيوخ الجواري، وقد صارخوا بني سُلَيْم ضد قراقوش حينئذ، وكانت فتنة لم تخمد حتى هلك قراقوش وابن غانية.

وقد خدموا الأمير أبي ركريا وأهل بيته، وكان السلطان أبو حفص يعتمد عليهم فغلبهم في دعوة عمارة (داعي فر إلى ذباب) فخالفوا عليه وسرح لحربهم قائده أبا عبد الله الفزاري، واستصرخوا بالأمير أبي زكريا ابن أخيه وهو والي بجاية والثغر الغربي (بساحل الجزائر)، فنهض معهم عام ٦٨٧ هـ وحاربوا أهل قابس بتونس وهزموهم، ثم غلبهم الفزاري ومانعهم عن تونس ورجع الأمير أبو زكريا لثغره في بجاية، وظل حال الجواري والمحاميد في النفرة والطاعة مع الدولة إلى أن تقلَّص ظل الدولة، فاستبدوا برئاسة الضواحي واستعبدوا سائر الرعاية المعتمرة في جبالها وبسائطها، واستبد أهل الأمصار برئاسة أمصارهم بنو مكي بقابس وبنو ثابت بطرابلس، وانقسمت رئاسة أولاد وشاح فتولى الجواري طرابلس وضواحيها زنزور وغريان ومغر، وتولى المحاميد بلد قابس وبلاد نفوسة وحرب، ومن ذباب هؤلاء بطون ناجعة في القفر إلى الشرق من مواطن وشاح وهم آل سليمان بن هيب (١) بن رافع بن ذباب، وهم في قبلة مغر وغريان ورئاستهم في ولد نصر بن زائد بن سليمان، والبطن الآخر آل سالم بن هيب أخي سليمان وهم في مسراته إلى لبدة ومسلاتة ومنهم الأحامد والعمائم والعلاونة، ومجاورون للعزة (٢) من عرب برقة والمشابنة من هوارة المقيمين هناك، ويجاور ذباب من جهة القبلة (ناصرة) بن خفاف بن امرئ القيس بن بُهثَة.

بعض أشعار من رجالات سُلَيْم في تونس (القرن الثامن الهجري)

قال خالد بن حمزة بن عمر شيخ أولاد أبو الليل من الكعوب (عَلَّاق بن عَوف بن بُهْثَة) يعاتب خصومه من أولاد مُهَلْهَل من الكعوب ويجيب شاعرهم شبل بن مِسْكيان وقد فخر خالد عليهم بقوله:


(١) هنا ثمة خطأ من ابن خلدون فقد نسب آل سليمان إلى هيب بن رافع بن ذباب، وكذلك آل سالم ومنهم الأحامد والعمائم والعلاونة، فقد زاد هيب في سلسلة نسب سليمان وأخيه سالم، وفي مشجرة في نفس كتاب تاريخ العبر ذكر وهب بن رافع وهو الصحيح، أما هيب فهو بطن آخر من سُليم في برقة.
(٢) عزة: الرأي القائل لابن خلدون أنهم كانوا محالفين لسُلَيم مثلهم مثل عاتية من قُضاعة، وعُدوان بن عمرو من قيس، وغيرهم من القبائل القحطانية أو العدنانية التي اندرجت تحت لواء سُلَيْم أو انضوت تحت اسم الهلالية من هَوازِن. ومن أشهر العشائر التي حالفت سُلَيْم "ناصرة" وهم غير ناصرة بن خفاف، وقد وضح عنهم ابن خلدون وأيده المؤرخ الجزائري: أحمد توفيق المدني. أما عاتيه فهو ابن النَمر بن وبرة بن تغلِب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضَاعة (نهاية الأرب، تاج العروس).

<<  <  ج: ص:  >  >>