للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخير سبيلك، ودليل الرشاد دليلك. ثم أقبلت بوجهها على الناس فقالت: يا معشر الناس إن أولياء (١) الله في بلاده، شهود على عباده وإنا قائلون حقا ومثنون صدقا وهو أهل لحسن الثناء وطيب الدعاء، أما والذي كنت من أجله في عدة وفي الضمان إلى غاية وفي الحياة إلى نهاية الذي رفع عملك عند انقضاء أجلك، لقد عشت حميدا مودودا ولقد مت سعيدا مفقودا.

وإن كنت (٢) العظيم السلم فاضل الحلم ومن الرجال لشريفا وعلى الأرامل لعطوفا وفي العشيرة مسودا وإلى الخلفاء موفدا ولقد كانوا لقولك مستمعين ولرأيك متبعين، ثم انصرفت.

ومما لا شك فيه أنها تركت مستمعيها وقارئ تعزيتها من بعدها متأثرين ببلاغتها ووفائها لهذا الفقيد رحمه الله.

بحث في بعض الصحابيات من بني تميم (٣)

مما يعرف عن نساء بني تميم ويرفع من شأنهن وشأن قومهن في بدء الرسالة والدعوة الإسلامية المباركة لم تكد تبدأ في إرسال أشعتها الأولى إلى روابي الجزيرة العربية حتى انهال قوم منهم إلى الإيمان في اختيار وطواعية. وكان نساؤهم معهم في هذا الأمر الجلل أتبع في الصدى وألزم في الظل، وقد س جل تاريخ بني تميم طائفة من أول عمل المجاهدات وبعض الصحابيات الأوليات في ظلال الإسلام منهن:

١ - أسماء بنت سلامة: ويقال سلمى بنت صخر بن جندل بن أبير بن نهشل ابن دارم الحنظلية التميمية ذكرها ابن إسحاق فيمن أسلم بمكة فقال: وعياش بن أبي ربيعة وامرأته أسماء بنت سلامة كانت من المهاجرات هاجرت مع زوجها إلى الحبشة وولدت له بها عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ثم هاجرت إلى المدينة وتكني أم الحلاس، روت عن النبي صلى الله عليه وسلم


(١) انظر: الكامل ج ٢ ص ٥٩.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٥٨.
(٣) انظر: المصدر السابق ص ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>