للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بجبل أجًا في جنوبه، وقد يعرف (الحضن)، والثالث: وادٍ ذو قرى بمنطقة نجران لا يزال معروفًا.

والرابع: حَضَنُ باهلة هذا الذي وصفه الهمداني بأنه وادٍ ذو نخل كَحَضن نجران، وهو لا يعرف الآن بهذا الاسم. والخامس: موضع في بلاد وادعة بطريق الحج من صعدة - ورد ذكره في أرجوزة الرداعي (١).

[الحفير]

لم أر لهذا الاسم ضبطًا: ذكر الهمداني في كلامه على قرى السَّوْد الحَفِير (٢) قائلا: وفي ثَنْيَّة الحَفير نخل، وفي أسفله المقترب، والتخر، ثم تحفة البَيْضَةُ قف أبيض فيه مياه ونخل ومزارع، من مياهه عُشَيْرة والكفافة والغاضرية والخلائق. وذكر أن البيضة تحف الريب. وإذن فالحُفَيْر هذا في أسفل العرض مما يلي الرَّيْب جنوب بلدة القُويعية، وينبغي ملاحظة أن اسم الحفير يطلق على آبار عدة، إذ الاسم في الأصل كان وصفًا لما يحفر من الآبار -كالحفر والحفيرة- ثم أصبح علمًا لآبار اشتهرت وعرفت.

وفي "معجم البلدان" لياقوت بلفظ التصغير: والحفير أيضًا: مادة لباهلة بينه وبين البصرة أربعة أميال يبرز الحاج من البصرة بينه وبين المنجشانية ثلاثون ميلا. انتهى، والحُفَيْر هذا الأخير قد أوضح صاحب "المناسك" (٣) صلة باهلة به فذكر أن محمد بن سليمان أرْعى بالحُفَيْر إبلًا فأتاه رجل من باهلة فاستأذنه أن يحفر بئرًا بالحُفَيْر فأذن له، فأنبط بئرًا عذبة فاشتراها محمد بن سليمان منه بعشرة آلاف درهم بشرط أن يأذن له في حفر بئر أخرى فأذن له؛ فأنبط عذبة، ثم حفر محمد فأنبط عَذْبة انتهى، يأذن فهي بئو واحدة لرجل من باهلة في ذلك المكان، أذن له في حفرها محمد بن سليمان بن علي العباسي أحد رجال الدولة العباسية ولعله أثناء إمارته على البصرة فيما بين سنتي ١٤٦ و ١٧٣ - والمسافة بين الحُفَيْر هذا وبين


(١) "صفة جزيرة العرب": ٤١٩.
(٢) "صفة جزيرة العرب": ٢٦٢ و ٢٩٣.
(٣) ٥٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>