للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شخصيته ومظهره. لكن الرجال تعرف الرجال حاكم ومحكوم، ولا ينظر إلى المظاهر كما قال الشاعر العربي من قصيدة؛ رغم تكرار ذكرها للشواهد والإشارة فقط:

لسان الفتي نصف ونصف فؤاده … فلم يبق إلا صورة اللحم والدم

أو كما قال الآخر: من الشعر الشعبي:

ولا يجود من جاد جده وخالة … هي بالهمم لا بالرمم مثل ما قال

في فضل نساء بني تميم (١)

قال شاعر النيل حافظ إبراهيم:

الأم مدرسة إذا أعددتها … أعددت شعبا طيب الأعراق

ولا شك أن هذه الحكمة من الحكم التي كان بنو تميم يدركون مغزاها من قديم؛ لهذا كانوا يربون بناتهم لما يجعلهن أهلا لخلق الرجال ولخلق الأسر ولخلق القبائل لعلمهم أن نصيب الأم في تربية أبنائها وخصوصا تربية البنات أضعاف نصيب الأب. ولعل الدليل الأول الرضاعة لما لها من أهمية للعطف، والثاني: الشفقة العميقة وتنشئة الطفل على الأخلاق الفاضلة في جميع مراحل الحياة ما دام طفلا، والثالث: ملاحظات سن المراهقة وقد قيل عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (سبع غذه وسبع رَبِّه وسبع لاحظه حتى يدخل سن الرجولة) ويعرف ما ينفعه وما يضره وجميع هذه الأدلة لا يمكن أن يعارضها أي باحث، وقد كان لتلك التربية الدقيقة والتنشئة العالية الصالحة أربع نتائج:

الأولى: تهافت كثير من أشراف العرب لمصاهرة التميميين ومن أمثلة ذلك من الناحية الإيجابية:

١ - تزوج (٢) الخليفة الرابع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - دولة من ليلى بنت مسعود الدارمية من بني حنظلة.


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٤٢.
(٢) انظر: المصدر السابق ص ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>