للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرياض متوجهًا إلى حايل، مقر إمارة محمد بن عبد الله بن علي الرشيد، وكان معه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بابطين، وسارا معًا حتى وصلا "البعيثة"، ونزلا في مكان الماء المسمى العروق، وأرسل الشيخ عبد العزيز البابطين إلى والي بغداد طالبًا منه المساعدة على حرب أخيه، ليستعيد ملكه المسلوب، فوعده الوالي خيرًا، وآنذاك كانت الدولة العثمانية طامعة في احتلال الإحساء وما جاورها، فانتهزت هذه الفرصة وقامت باحتلال الإحساء منذ عام ١٢٨٨ هـ الموافق ١٨٧١ م حتى عام ١٣٣١ هـ الموافق ١٩١٢ م.

معركة الجزعة ١٢٨٧ هـ -١٨٧٠ م

في شهر شوال عام ١٢٨٧ هـ الموافق ١٨٧٠ م، قام محمد بن هادي بن قرملة شيخ قبيلة قحطان، بزيارة للأمير سعود بن فيصل في الإحساء، ولم يجسن الأمير وفادته؛ لأن العجمان لا يودونه، فعاد وغادر مجلس الأمير سعود وتوجه فورًا إلى أخيه الإمام عبد الله، وكان نازلًا في مكان ماء يسمى العروق (١)، وتحالفا معًا على محاربة الأمير سعود بن فيصل، فرجع الإمام عبد الله إلى الرياض، ومعه محمد ابن هادي ودخلا الرياض في آخر شهر ذي القعدة ١٢٨٧ هـ الموافق ١٨٧٠ م.

وفي شهر محرم عام ١٢٨٨ هـ الموافق ١٨٧١ م، خرج الأمير سعود بن فيصل من الإحساء، بعد أن عيَّن فرحان بن خير الله أميرًا عليها أثناء غيابه، وتوجه إلى الرياض، وفي طريقه لمقابلة الإمام عبد الله التقى بسرية تابعه له، يقودها حطاب بن مقبل العطيفة، معسكرًا في مكان يسمى "الجزعة"، ودار بينهم قتال شديد، قتل فيه قائد السرية حطاب بن مقبل العطيفة، وابنه عويد بن حطاب، وابن عمه فلاح بن صقر، وغنم الأمير سعود كل ما معهم من سلاح وعتاد، وعندما اقترب الأمير سعود من الرياض، خرج منها الإمام عبد الله ومعه محمد بن هادي، وتوجه الاثنان إلى قبائل قحطان، بينما دخل الأمير سعود الرياض بدون قتال، وكتب إلى رؤسائها بالقدوم إليه للبيعة، ففعلوا ما طلب منهم (٢).


(١) العروق - جمع عرق.
(٢) تحفة المستفيد. مصدر سابق ص ١٧٠

<<  <  ج: ص:  >  >>