وهؤلاء كشمَّر طوقة بلا فرق، فإنهم فرق مختلفة من قبائل شمَّر المعلومة اليوم، فلا يقال أنهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن استقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمَّر طوقة بلقبهم ذلك.
وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من أيام الوزير حسن باشا وقبله.
وقد نعتهم البسَّام التميمي بقوله:
"وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل أفضلهم، كرام بأموالهم، أسود عند أشبالهم، يقتحمون الدواهي، ويجتنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم عمل، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل، عددهم ألف سقمان وستمائة من الفرسان، وهم تبع أيوب بن تمر باشا" ا هـ.
وهؤلاء فوق ما وصف البسام .. وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم .. ولم يكونوا تبعًا لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا وأمل ذلك كان في وقت.
وفي الحقيقة قبائل شمَّر عند الإطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمَّر الجرباء وبين شمَّر الجبل إلَّا منذ أن نزحت قبائل الجرباء وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة، والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر، كما أن الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وإنما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم، لذا رأينا أن نتكلم على قبائل شمَّر الجرباء والجبل مُرّة واحدة ونشير إلى ما يدعو إلى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق، ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمَّر كشمَّر طوقة إلَّا أنَّها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها.
ولا يفوتنا أن قبائل شمَّر منها ما انفصل من أصله وسكن العراق مستقلا باسمه من زمن بعيد وكاد ينسي الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها