في سنة ١٣٤٥ هـ - ١٩٢٦ م انضمت مقاطعة جيزان التي كان يحكمها الأدارسة إلى آل سعود بموجب معاهدة حماية، وفي سنة ١٣٤٩ هـ - ١٩٣٠ م ضمت هذه البلاد كجزء من المملكة العربية السعودية. ومن أجل هذه المقاطعة دخلت المملكة العربية السعودية في حرب مع إمام اليمن يحيى حميد الدين.
وقد اكتسحت الجيوش السعودية اليمن فوصلت إلى الحديدة وبينما أنا أكتب الآن في هذا الفصل لم أجد في مكتبتي - للأسف - كتابًا يفصل هذه الحوادث، ولكن هي بالتأكيد بين عامي ١٣٤٥ - ١٣٥٢ هـ وقد اشتركت حرب في هذه الحرب بأعداد عظيمة وخاصة أهل الحجاز، وهم ماهرون في ركوب الهجن الأصايل الصالحة للحرب والسير في تلك الديار. بالإضافة إلى ما تقدم فقد اشتركت حرب في فتح حائل وجدة، وكثير من الوقائع الأخرى.
[أيام حرب فيما بينهم]
[١ - بين الأحامدة والحوازم]
في آخر القرن الثاني عشر حصلت حرب بين الأحامدة والحوازم في رحقان - أحد روافد وادي الصفراء - والحمراء، فتغلب الأحامدة على الحوازم، وقيل بل على عموم مروح فأجلوهم من ديارهم، فلجئوا إلى البلادية في النويبع (قرب رابغ) فرحب بهم ابن طامي أمير البلادية، فأقاموا عنده، فأمر العبيد أن يقطعوا سوق السمر ويحفروا فيها مهاريس ويصنعوا لها مدقات من حصى الحَّرة، فجعل لكل حازمي وبلادي مقدارًا من البارود يدقه ويمزجه بحرق العشر حتى صار عنده كمية كافية للحرب، فأذّن بالتجمع ثم سار باتجاه الحمراء ورحقان، وعندما سمع به الأحامدة تخلوا عن أملاك الحوازم فأرسل إليهم ابن طامي يلزمهم عقد الصلح مع