للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رقية بنت الإمام (١):

وهذه رقية بنت الإمام يحيى بن عبد السلام بن محمد بن أحمد بن عزاز وهي من أهل القرن الثامن الهجري ولدت سنة ٧٢٦ هـ وكان لأبيها الإمام يحيي كريم الفضل في توجيهها وتثقيفها ومازالت تتسامى في مصاعد العلوم العربية والدينية على أيدي صفوة علماء عصرها (٢) في الشام وفي مصر كابن العرب وابن سيد الناس والمري وغيرهم من المراجع حتى بلغت الذروة فأخذت تفيض من علومها الغزيرة بيانا أخاذا وأسلوبا لامعا حتى أجمعت القلوب على تقديرها وإجلالها، ويرجع لها كثير من العلماء في زمانها وبعده كصاحب (شذرات الذهب) و (تذكرة الحفاظ) و (أبناء الغمر) و (عقود المقريزي) و (الضوء اللامع) و (وفيات الأعيان) ولم تغرب شمس حياتها إلى أن بلغت تسعين عاما وأدت رسالتها خير أداء رحمها الله تعالى.

[نساء بني تميم يشاركن الخوارج ثورتهم]

لقي غيلان الضبي أبا بلال بن مرداس زعيم الخوارج فقال: يا أبا بلال إني سمعت الأمير ابن زياد البارحة يذكر البلجاء (٣) وأحسبها ستؤخذ، والبلجاء امرأة من حرام من بني يربوع من حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وكانت من مجتهدي الخوارج فمضى إليها أبو بلال فقال لها: استري (٤) فإن هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك.

فقالت: إن يأخذني فهو أشقي بي فأما أنا فما أحب أن يشقى إنسان بسببي، فوجه إليها عبد الله بن زياد فأتي بها فقطع يديها ورجليها دون أن تبدي شيئا من الجزع أو الندم ورمى بها في السوق.


(١) هي رقية بنت الإمام يحيى بن عبد السلام بن محمد بن عزاز التميمي. انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٥٥.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٣٥٦.
(٣) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٥٦.
(٤) استتري: أي اختفي وغيبي عن الأنظار.

<<  <  ج: ص:  >  >>