للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تجنبتُ هندًا رغبة عن قتاله … إلى مالك أعشو إلى ضوء مالكِ

فأنفذته بالرمح حين طعنته … معانقة ليست بطعنة باتكِ

وأُثْنِي لِكُرْزٍ في الغبار بطعنة … علت جِلْدَهُ منها بأحمر عاتكِ

قتلنا سُلَيْمًا غثَّها وسمينها … فصبرًا سُلَيْمًا قد صبرنا لذلكِ

فإن تك نسواني بَكَيْنَ فقد بكت … كما قد بكت أمٌّ لكرز ومالكِ

كما قال قصيدة أخرى يفتخر فيها بما افتخر به في هذه القصيدة (١).

[يوم الفيفاء]

بعد يوم برزة الذي كان لبني كِنانة علي بني سُلَيْم حَرَّمَ بنو سُلَيْم النساء والدهن على أنفسهم، حتى يدركوا ثأرهم من خصومهم القَبَليِيِّنَ: (بني كنانة) فأغار عمرو بن خالد بن صخر علي بني فِراس، فقتل منهم نفرًا، منهم عاصي بن المعلى، ونضلة، والمُعَارِك، وعمرو بن مالك، وحصن، وشريح، وسبي سَبْيًا فيهم ابنة مكدم، فقال عباس بن مرداس في ذلك يرد على عبد الله بن جِذْلٍ شعره الذي قاله يوم برزة:

ألا أبلغنْ عني ابن جِذْلٍ ورَهْطَهُ … فكيف طلبناكم بكُرْزٍ ومالكِ

غداة فجعناكم بحصن وبابنه … وبابن المعليَّ: عاصم والمُعارِك

ثمانية منهم ثأرناهمو به … جميعًا وما كانوا بَوَاءًا (٢) بمالكِ

نذيقكُم - والموتُ يبني سُرَادقًا … عليكم - شَبَاَ حدِّ السُّيوف البَوَاتِكِ

تلوح بأيدينا كما لاح بارق … تَلأْلأَ في داجٍ من الليل حالكِ

وقال هند بن خالد بن صخر بن عمرو بن الشريد:


(١) أيام العرب في الجاهلية: تأليف محمد أحمد جاد المولى بك، وعلي محمد البجاوى ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ص ٣١٩ - ٣٢٠. وبرزة التي حدثت بها المعركة هي شعبة تدفع على بئر الرويثة العذبة في درج المضيق من يليل بين ينبع النخل والمدينة.
(٢) بواء: بمعنى: كفء، وذلك أن مالكًا كان متَّوجًا في بني سُلَيْم.

<<  <  ج: ص:  >  >>