للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من يده ثم ضرب به على رأسه ضربة هدَّه منها، ثم قال له: قبحك اللَّه! أتريد أن تضرب قريشًا بعضهم ببعض في رجل من دوس سنؤتيهم العقل إن قبلوه وأطفأ ذلك الأمر.

وأخذ حسان بن ثابت يحرض في دم أبي أُزيهر، فلما بلغ أبا سفيان قول حسان قال: يريد حسان أن يضرب بعضنا ببعض في رجل من دوس! بئس واللَّه ما ظن، وحجز الإسلام بين الناس.

غزوة المسلمين لبني المصطلق (*) من خزاعة

كانت غزوة بني المصطلق في شهر شعبان من سنة خمس للهجرة، وكان سببها أن الحارث بن أبي ضرار سيد خزاعة جمع جموعًا واستعد للمسير إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- بالأمر، فسار في المسلمين، إلى أن وصل إلى ماء لهم يقال له المريسيع بناحية قديد فنزل عليه، وأمر عمر بن الخطاب، أن يعرض على المشركين التوحيد، فأبوه، فحمل عليهم المسلمون، فقتلوا منهم جمعًا وأسروا أسرى كثيرة وغنم المسلمون أموالا وسبيًا، وكانت جويرية (١) ابنة الحارث بن أبي ضرار في السبي، فأعتقها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وتزوجها، وكان اسمها برّة، فسماها جويرية، ويقال إنه أعتقها وتزوجها على عتق مائة من أهل بيت قومها، فلما عتقوا انصرفوا إلى منازلهم (٢).

وفي رواية ثانية فجاء أبوها فافتداها ثم أنكحها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقيل: إنها دخلت على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسول اللَّه أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من الأمر ما قد علمت فوقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبني على تسع أواق فأعني في فكاكي، فقال: أو خبر من ذلك؟ فقالت: ما هو؟ فقال أودي عنك كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قد فعلت. وخرج الخبر إلى الناس فقالوا: أصهار رسول اللَّه، يُسْتَرقُّون! فأعتقوا ما


(*) أسد الغابة ٧/ ٥٦، الطبقات الكبرى ٨/ ١١٦ أنساب الأشراف ١/ ٣٤٠ تاريخ الطبري ٢/ ٦٠٤. ووردت بالكامل في التاريخ (سنة ٦ هـ).
(١) هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة بن المصطلق من خزاعة (الطبقات ٨/ ١١٦) انظر ترجمتها.
(٢) أنساب الأشراف ١/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>