أمصاره دخل زُغْبَة إلى التلول وتغلبوا فيها ووضعوا الأتاوة على الكثير من أهلها، وقد كان لزُغْبَة عدة بطون أشهرها: بنو يزيد بن زُغْبَة وقد كان للدولة عناية بهم وأقطعتهم التلول والضواحي، وقد غلبوا على تلك المواطن من تلول حمزة والدهوس وأرض بني حسن وقد نزلوها ريفًا وصحراء، وكان للدولة استظهار بهم على جباية تلك الرعايا من صنهاجة وزواوه البربر بعد أن عجزت في اقتضائها دفعتها الدولة لبني يزيد فأحسنوا في جبايتها، وقد زادتهم الدولة عناية وتكرمة وأقطعتهم الكثير من الأوطان، وهناك بطن كبير من زُغبة آخر اسمه حُصين بن زُغبة وكانت مواطنهم إلى جهة المغرب من إخوانهم يزيد بن زُغبة، وكذلك بطن آخر يسمى مالك بن زُغبة وكان لهم أتاوات على بلد سيرات والبطمار وأمصاره وهي بجهات تلمسان غرب الجزائر، وكذلك كان بطن كبير من زُغْبَة يسمى عامر بن زُغْبة ومواطنهم في آخر مواطن زُغْبَة من المغرب الأوسط في قبلة تلمسان، وكانوا يغلبون غيرهم في تلك المواطن من بلاد حمزة والدهوس ولهم على وطن بني يزيد ضريبة من الزرع، وهناك بطن أيضًا يسمى عُروة بن زُغْبَة وكانوا أضعف بطون زُغْبَة.
[الخبر عن المعقل من مذحج القحطانية]
حسبت هذه الفئة من العرب الهلالية، وكانوا في جملتهم وهم مَعْقِل وبنو ربيعة بن الحارث بن كعب بن جلد بن مَذْحِج، وهم الآن من أقوى قبائل مراكش وتفرقوا بطونًا في بلاد المغرب الأقصى (المملكة المغربية)، وكانوا مجاورين لبطن عامر بن زُغْبَة الهلالية من قبلة تلمسان (الجزائر)، ومن بطونهم ذوي عبد الله، وذوي منصور، وذوي حسان.
وموطن ذوي منصور من تاوريت إلى بلاد درعة فيستولون على ملوية كلها إلى سجلماسة وعلى درعة وعلى ما يحاذيها من التل مثل تاري وغساسة ومكناس وفاس وبلاد تادلا، أما ذوي حسان فهم من درعة إلى البحر المحيط ونزل شيوخهم من بلد نول وينتجعون في الرمال إلى مواطن الملثمين من البربر مثل كدالة ومسوفة ولمتونة، وموطن ذوي عبد الله بين تلمسان وتواريت في التل وما يواجهها من القبلة وهم جيران بني عامر بن زُغْبَة.
وكان عرب المَعقِل في عام ٤٤٣ هـ عند دخول الهلالية إلى بلاد المغرب من أضعف البطون، وقيل إن عددهم كان لا يزيد عن مائتين وقد اعترضهم بنو سُلَيْم