للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأعجزوهم، فتحيزوا إلى بني هلال (هوارن) منذ عهد قديم، وقد نزلوا في المغرب في ملوية ورمال تافيلات وجاوروا زناتة في القفار الغربية وكثروا وأنبتوا في صحاري المغرب الأقصى فعمَّروا رماله وتغلبوا في فيافيه وحالفوا زناتة (البربر) أغلب أيامهم، وبقي منهم جمع قليل في تونس اندرجوا في جملة بني كعب من علَّاق رؤساء سُلَيْم بن منصور، وقد تقربوا إلى بني كعب حتى صاروا وزراء لهم في الاستخدام للسلطان في تونس، واستئلاف العرب في الدول التي قامت في شرق البلاد المغاربية.

ونلخص أهم ما جاء في تاريخ العبر للعلَّامة عبد الرحمن بن خلدون (١) قال: وكان من المعقل في قصور الصحراء مثل قصور السوس غربًا ثم توات ثم بودة ثم تامنطيت ثم واركلان ثم تاسبيبت ثم تيكوراين شرقًا، ثم كثر المعقل بمن اجتمع إليهم من القبائل من غير نسبهم فإن فيهم من فزارة وأشجع (من غطفان) أحياء كثيرة.

وفيهم "الشظة" من كرفة، "والمهاية" من عياض، وفيهم "الشعراء" من حُصين، "والصباح" من الأخضر - وكلها من بني هلال - وفيهم من بني سُلَيْم وغيرهم.

والمعقل يوجد خلاف في نسبهم، ذكرهم ابن الكلبي: هو معقل بن عليم بن جناب بن هُبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عُذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قُضاعة.

أما القول الآخر فنسبهم من بني الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مَذْحِج واسمه مالك بن أد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان وهو معقل واسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث.

وأضاف ابن خلدون: إن الأنسب في نسب المعقل في بلاد المغرب أن يكونوا من الحرث الذي هو من مَذْحِج، والذي كان اسمه ربيعة وقد عدَّهُ الأخباريون في


(١) انظر تفصيلات أخرى عن قبائل المعقل في هذا المجلد.

<<  <  ج: ص:  >  >>