للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما رأى نفيل ما قد حلَّ بأبرهة وجيشه قال:

أين المفرُّ والإله الطالبُ … والأشرم المغلوب ليس الغالبُ

وقال أيضًا:

ألا حييّتَ عنَّا يا رُدَيْنا … نَعِمْناكم معَ الأصباح عَيْنا (١)

رُدَيْنة لو رأيت فلا تريه … لدَى جنبِ المحصب ما رأينا (٢)

إذا لعذرتني وحَمدت أمْري … ولم تأسي على ما فاتَ بينا

حَمدتُ الله إذ أبصرتُ طيرا … وخفت حجارةَ تُلْقَى عَلَينا

وكلَّ القومِ يسألُ عن نفيل … كَأنّ عليّ للحُبْشَانِ دَيْنا (٣)

موقعة جُرَش

جرش من المدن الأثرية الواقعة على وادي بيشة - وقد ذكر ذلك في وادي بيشة - وقد وفعت في هذه المدينة موقعة تاريخية شاركت فيها بعض بطون خثعم، ولعلهم كود وناهس لقرب ديارهم من جرش.

قال ابن إسحاق: وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صرد بن عبد الله الأزدي، فأسلم وحسن إسلامه في وفد من إلأرد فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من أسلم من قومه، وأمَرَه أن يجاهد بمن أسلَمَ مَن كان يليه من أهل الشرك، من قبل اليمن.

فخرج صرد بن عبد الله يسير بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزل بجُرَش، وهي يومئذ مدينة مغلقة (٤)، وبها قبائل من قبائل اليمن، وقد ضوت إليهم خثعم، فدخملوها معهم حين سمعوا بسير المسلمين إليهم، فحاصروهم فيها قريبا من شهر، وامتنعوا فيها منه، ثم إنه رجع عنه قافلا، حتى إذا كان إلى جبل يقال له شكر. ظن أهل جرش أنه إنما ولَّى عنهم منهزما، فخرجوا في طلبه حتى إذا أدركوه عطف عليهم، فقتلهم قتلا شديدا.


(١) ردينا: اسم امرأة.
(٢) المحصب: اسم مكان بمكة.
(٣) البداية والنهاية، ج ٣، ص ١٧٣.
(٤) الطبري، ج ٣، ص ١٥٨ - وجاءت معلقة في الروض الأنف - والسيرة، ج ٤، ص ٢١٥١، ولعله خطأ مطبعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>