ورئيس عقيل من أهل القصيم علي السليمان الخالدي وهو من آل جناح من بني خالد قتله وأبي بغداد محمد نجيب باشا عام ١٢٥٨ هـ، ويتضح هنا دور رؤساء العقيلات في دور العقيلات العسكري، هذه التنظيمات المختلفة دقيقة للغاية يتمسك بها العقيلات أشد التمسك وإن لم تكن مكتوبة كما أشرنا إلى ذلك آنفًا إلا أنها تسري مسرى الأحكام الشرعية أو النظام والقانون المدوَّن في كل أمر من الأمور، غير أنها مرنة تخضع للظروف الطارئة من أمنية وسياسية وتجارية وتجاريها لتحقيق المصلحة المشتركة.
[التنافس فيما بينهم]
كأي مهنة من المهن طبيعي أن يحصل التنافس ليس بين أفرادها ومجموعاتها فحسب بل وبين أمرائها ورؤسائها الذين يتنافسون على المصلحة المادية والمركز القيادي، كل فئة تريد الحق لها، ويرجع بعض هذا الخلاف إلى التنافس الاقتصادي بين بعض العقيلات الذين يؤجرون الحجاج ويتعهدون بحراستهم وتأمينهم لقوافلهم وبين زعماء آل رشيد الذين عملوا أيضًا بقيادة قوافل الحجاج في العراق وما وراء النهر، هذا الاختلاف والتنافس ينشط حينا ويفتر حينا آخر تبعًا للقوى المسيطرة على الساحة يومذاك، وكان عقيلات شمَّر أقرب إلى الإِمام فيصل بن تركي آل سعود من عقيلات القصيم المؤثرين في منطقتهم بما لديهم من ثروة وجاه، ويبدو أن العلاقة الحميمة التي ربطت بين دولة الإِمام فيصل التركي آل سعود بالرياض وأمراء حائل والروابط العضوية بين العراق الذي يحكمه العثمانيون ومنطقة شمّر سواء من حيث القرب في رقعة الأرض أو امتداد القبيلة إلى العراق في شبه الجزيرة الفراتية وشرقها هذه العوامل قد تداخلت لتقوى أمراء أسرة آل الرشيد في العراق حيث نرى الأمير متعب بن عبد اللَّه آل الرشيد عام ١٢٧٥ هـ/ ١٨٥٩ م يحاول أن يتولى إمارة الحج بدلا من مهنا الصالح الحسن، وتدخل حينئذ أحمد الرواف أحد كبار العقيلات لحسم هذا الأمر الذي أصبح نزاعًا مستشريًا فاشترى حقوق مهنا من إمارة القواقل، وكان الصراع على هذا الأمر قائمًا يومذاك بين أسرتي آل مهنا وآل أبي عليان، وحين ساند الإمام فيصل بن تركي آل سعود أسرة آل أبي عليان الأكثر ميلا إلى آل الرشيد تضعضعت من الناحية الرسمية أسرة آل مهنا، من هذا المنطلق صار آل الرشيد أنفسهم يتولون إمارة الحج العراقي وحراسته دون عقيلات القصيم،