للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغربية الممطرة في فصل الشتاء وتقل كمية الأمطار الساقطة على بلاد زهران على وجه العموم بالتدريج كلما اتجهنا من الغرب إلى الشرق، وبالتالي تتدرج الحياة النباتية من أشجار ضخمة كثيفة في الغرب إلى أشجار ونباتات فقيرة في أقصى الشرق.

[وقال عن زهران عبر التاريخ الجاهلي والإسلامي]

[نزوح زهران من اليمن ضمن قبائل الأزد]

أنجب سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: حمْيرًا وكهلان وأربعة عشر ولدا سواهما، فيقال لبني سبأ جميعهم السبئيون ما عدا حِمْيَر وكهلان، فإن جميع قبائل اليمن تحدرت منهما (١) فمن بطون حِمْيَر: معدان وملحان وشرعب والدرون والأوزاع والتبابعة وقُضاعة. ومن بطون كهلان: همدان وكندة ومَذْحِج وطيئ ولخم وجذام والأزد، وتعتبر زهران بطنا من الأزد.

وتروي لنا الكتب التاريخية قصة توضح سبب نزوح الأزد من اليمن، وتفرق قبائلها في أنحاء الجزيرة العربية، وتتلخص القصة في أن عمرو "المُلَّقب مزيقياء" ابن عامر "الملقب ماء السماء" ابن حارثة الغطريف، كان من أعظم ملوك مأرب في الزمن القديم، وكان له حول سد مأرب من الحدائق ما لا يحاط به، لدرجة أن الجارية كانت تمشي من بيتها، وعلى رأسها مكتل، فيمتلئ فاكهة من غير أن تلمس شيئًا منها (٢)، وكانت له ولآبائه من قبله بادية كهلان باليمن تشاركهم فيها حِمْيَر، ثم استقلوا بالملك بعد حِمْيَر. ويلقب عمرو أيضًا بالبهلول، وقد قال عمرو بن حرام جد حسان بن ثابت شاعر رسول اللَّه (عليه أفضل الصلاة والسلام):

ورثنا من البهلول عمرو بن عامر … وحارثة الغطريف مجدا مؤثلا

وقد خرج عمرو ذات يوم يتنزه حول سد مأرب -الذي كان يحفظ مياه الأمطار لأهل اليمن، فيصرفونها كيف شاءوا- فرأى جرذا يحفر في السد، فعلم أنه لا بقاء للسد، وعزم على الانتقال من اليمن إلى بلاد أخرى (٣) فدبر مكيدة


(١) ابن عبد ربه - العقد الفريد - ج ٣ ص ٢٨٥.
(٢) خير الدين الزركلي - الأعلام - ج ٥ - ص ٣٤٩.
(٣) ابن هشام - سيرة النبي - ج ١ - ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>