للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفرزدق:

رأوا حاجبا أغلى فداء وقومه … أحق بأيام العلى والمكارم

وفي يوم شعب جبلة سنة ٥٣ قبل الهجرة كان حاجب من رؤساء قومه وطارده زهدم وقيس ابنا حزن العبسي وقالا: استأسر.

فقال: لا أستأسر اليوم لموليين، فأدركهم ذو الرقبة العامري، فألقى حاجب إليه رمحه واستأسر له ثم افتدى نفسه بالفداء الذي أشرنا إليه سابقا.

وله مع ملوك المناذرة والفُرس أحاديث وحوادث تدل على المركز الذي كان له ومنها:

في أوائل القرن السادس الميلادي كان حاجب في وفد صفوة القبائل العربية الذين انطلقوا إلى كسرى أبرويز ملك الفُرس ليفهموه أن العرب أمة لها شأنها ولها مآثرها وشمائلها التي تضاهي بها الأمم الأخرى، وقد أمر كسرى رجال دولته وشخصيات مملكته بالحضور للسماع من الوفد العربي.

فنهض حاجب واقفا يخاطب كسري فقال:

وري زندك وعلت يدك وهيب سلطانك: إن العرب أمة قد غلظت أكابدها وأستحصدت مرتها، ومنعت ذروتها، وهي لك واثقة ما تألفتها، مسترسلة ما لاينتها، سامعة ما سامحتها، وهم العلقم مرارة، والصاب غضاضة، والعسل حلاوة، والماء الزلال سلاسة، ونحن وفودها إليك وألسنتها لديك، ذمتنا محفوظة، وأحسابنا ممنوعة وعشائرنا فينا سامعة مطيعة، إن نؤب لك حامدين خيرا فلك بذلك عموم محمدتنا، وأن نذم لم نخص بالذم دونها.

[٨ - السليك ابن السلكة]

ابن يثربي (عمرو) بن عمير بن مقاعس بن عمرو بن سعد بن زيد مناة بن تميم (١).

والسلكة أمه وهي أمة سوداء.


(١) المرجع السابق ص ٢٩٨، بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>