للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليخوضوا حروبًا طويلة ضد المساعيد، وقد استمرت وقائع المساعيد مع العمرو وغيرهم من بني عُقبة عدة سنين امتدت حوالي ثماني سنوات من ١٠٤١ هـ حتى ١٠٤٧ هـ الموافق ١٦٣١ - ١٦٣٨ م، وكان الفريق العُقبي الأقدم وجودًا ببلاد الكرك قد آزر المساعيد ضد العمرو ومنهم الحناحنة والخرشة والقياصمة، ويذكر الشيخ مدلله بن غافل شيخ العمرو قال: إن ابن قيصومة وابن وادي وابن شريتح حالفوا المسعودي ضد العمرو.

قلت ابن وادي هو شيخ الخرشة وابن شريتح شيخ الحناحنة وابن قيصومة شيخ القياصمة، كما انضم إلى المساعيد فريق من المسالمة ضد إخوتهم العمرو، وقد عرفت هذه الوقائع بذبحة العمرويين، وقد نتج عنها ارتحال (١) المساعيد ومن حالفهم من الحناحنة نحو البلقاء، فيما ارتحل القياصمة نحو بيت ساحور بفلسطين وعرفوا هناك بالسواحرة فيما تبقي الخرشة ببلاد الكرك، أما المسالمة فقد ارتحلوا إلى بلاد غزة وهم اليوم في عداد التياها ويعرفون ببني عُقبة حتى الآن، وقد نزلوا في البداية على الوحيدات أعداء العمرو وصاهروهم وهم ينتسبون إلى علي بن نجدي شيخ المسالمة. وقد ذكر عارف العارف أن بني عُقبة ببلاد بئر السبع ينتسبون إلى علي بن نجدي قال: وقد نزل هذه البلاد مع الوحيدي. وقال الطاهر: أن الشيخ علي بن نجدي العُقبي صمم على الاتجاه إلى بلاد غزة، واتجه إليها فعلًا مع أولاده وحل بين عشيرة الوحيدي ورحب به الوحيدي ولقد تصاهر الوحيدي والعُقبي، وأضاف: وبعد مضي فترة من الزمن اختلف العُقبي وأولاده مع الوحيدي وانضم بجماعته إلى قبيلة التياها وأصبح يعتبر منهم.

[انتقال المساعيد من شمالي الأردن إلى فلسطين]

أما المساعيد فقد استقروا ببلاد البلقاء ثم انتقلوا غرب نهر الأردن في منطقة الفارعة التي سُمِّيت باسمهم. قال إحسان النمر في ذكر المساعيد: جاءوا من وادي الحرير (٢) في الحجاز ونزلوا في جهات الكرك، ثم رحلوا على أثر فتنة وقعت هناك ثم نزلوا في غور نابلس المعروف بغور الفارعة وتفرَّقوا ولم يبق مع أميرهم أبو


(١) الارتحال هنا من عادات القبائل المنتصرة.
(٢) الحرير: الراجح أنه وادي الحرير فى نجد ولا يوجد وادٍ بهذا الاسم في الحجاز، وهجرة المساعيد جاءت من شرق البلاد النجدية إلى هذا الوادي من فترة زمنية يرجحها الرواة فى آخر القرن السادس الهجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>