للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفيتا إلا القليل وهو المُلقَّب بخرفان. ويشير العبَّادي إلى الحروب بين المساعيد والعمرو فيقول: المسعودي الذي نزح منهم قسم إلى شمالي الأردن وآخر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي من غرب النهر بعد حروب بينه وبين ابن ثبيت شيخ العمرو، ويشير إلى أن الحروب الداخلية أبادت كثيرًا من العشائر وهذه الحروب كانت خاصة بين ابن ثبيت والمسعودي وأتباعهما، وقال: والمسعودي قد هاجر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي غربي مجرى نهر الأردن. وقال علي نصوح طاهر: ذهب الأمير المسعودي برجاله معتصمًا بالبلقاء واستقر أخيرًا في غور الجفتلك من أراضي قضاء نابلس، وقد استقر المساعيد في البلقاء غربي السلط وفي سهل كبد ونواحيه، ومن ديارهم خور المساعيد الواقع في معاريب السلط ويطل على عيرا وبرقا، وقد نتج عن الحروب القَبَلية في بلاد الكرك سيطرة العمرو على المنطقة واستبدادهم وطغيانهم مما أدى إلى ثورة العشائر وتحالفها عليهم. قال إحسان النمر: فثارت عليهم عشائر الكرك ووقعت حرب أهلية امتدت إلى البلقاء ومعان ودارت فيها الدائرة على العمرو، قال: وتعطلت طريق الحج وامتد التمرُّد حتى حوران بجنوب سوريا فقُتل أمير الحج موسى باشا التركماني عام ١٠٨١ هـ، مما دفع الدولة العثمانية بتكليف الأمير يوسف النمر لقيادة حملة من نابلس لإخماد الثورة فأخمدها وأخذ على ما يقول إحسان يجلي العشائر التي ثبت أنها أصل الثورة، فأجلى التميمية إلى الخليل بفلسطين فعرفوا بالمجالي وأجلى الجرادات (١) أكبر عشائر العمرو إلى جبل الخليل وجبل نابلس، فسيطرت الدولة حينذاك على زمام الأمور إلا أن هذا لم يمنع قيام نزاعات قَبَلية فيما بعد.

وقد ظلَّ المساعيد في ديارهم شرقي النهر في البلقاء حتى تنازعوا مع بني جَرْم (٢) من (طيئ القحطانية) في غرب النهر بفلسطين ثم استولوا على ديارهم،


(١) الجرادات كما ذكرهم عارف العارف أنهم من المشاعلة من جُهينة وهذا هو الأرجح والثابت أن الجرادات كانوا من حلفاء العمرو فظن إحسان النمر أنهم يعودون بالأصل للعمرو من عُقبة جُذام وقد ذكر العارف عشائر العمرو والظاهر أنها خليط من الأحلاف معظمها منضمة للعمرو قديمًا، وذكر تاريخ شرق الأردن أن الجرادات ليسوا من العمرو وإنما منضمين لهم وهو الصحيح، وقد ذكر أن العمرو من بقايا آل عمرو من غزيَّة القحطانية وهو ينقل عن القلقشندي في مخطوطه رقم ٥٠ - ١.
(٢) ذكرنا سالفًا حرب المساعيد مع بني جَرم قُضَاعة فيجب التفريق بين جَرْم قُضَاعة وجَرْم طيئ والحروب مع الأولى في أواخر القرن السابع الهجري والثانية في القرن الحادي عشر الهجري.

<<  <  ج: ص:  >  >>